قال الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الخليج د. جيفري غوه، إن صناعة الطيران تُعد من أكثر الصناعات تنظيمًا على مستوى العالم، خصوصا فيما يتعلق بالتغير المناخي وانبعاثات الكربون.
وذكر غوه، على هامش مشاركته في منتدى الشرق الأوسط للاستدامة، أن الطيران الدولي يساهم بنسبة تتراوح بين 2 - 3 % فقط من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، مقارنةً بقطاعات أخرى مثل الزراعة وصناعة المنسوجات، ومع ذلك تواجه الصناعة ضغوطًا كبيرة للامتثال لمتطلبات الانبعاثات.
وأضاف غوه، أن جمعية النقل الجوي الدولية “إياتا”، حددت هدفًا طموحًا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050، مشيرًا إلى أن هذا الهدف يتطلب جهودًا ضخمة، خصوصا في تطوير استخدام وقود الطيران المستدام. وأوضح أن تكلفة الوقود المستدام للطائرات تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف تكلفة وقود الطائرات التقليدي؛ بسبب قلة الإنتاج وتحديات توفير الكميات المطلوبة، ما يفرض عبئًا اقتصاديًا كبيرًا قد يتكبده العملاء في نهاية المطاف.
وتابع غوه بأن المسؤولية لتحقيق هذه الأهداف لا تقع على شركات الطيران وحدها، بل تمتد إلى المطارات، مصنعي الطائرات والمحركات، الحكومات، وموردي الوقود. وقال “هذه مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع لضمان استمرار الصناعة في العمل والحفاظ على ترخيصها للطيران”.
وأشار غوه إلى الدروس التي تعلمتها الصناعة من جائحة “كوفيد 19”، إذ أغلقت الحدود بشكل مفاجئ وتضررت اقتصادات الدول الصغيرة التي تعتمد على الطيران الدولي مثل البحرين وهونغ كونغ وسنغافورة. وأوضح أن الجائحة أظهرت نقص التنسيق العالمي في السياسات والإجراءات التنظيمية، وهو ما يعكس التحديات الحالية في التعامل مع الانبعاثات الكربونية عالميًا.
وأكد أن التنظيم الدولي لصناعة الطيران يفتقر إلى التنسيق اللازم لتحقيق الاستدامة، مع وجود أنظمة مختلفة للولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، اليابان، وسنغافورة، وهو ما يعقد الجهود للوصول إلى أهداف مشتركة على مستوى العالم.
وعلى الصعيد المحلي، أشار غوه إلى التزام طيران الخليج ومطار البحرين الدولي بأهداف الاستدامة التي حددها مجلس المطارات الدولي، والتي تتطلب تخفيض الانبعاثات وتحسين إدارة النفايات واستهلاك الطاقة والشراء المسؤول. وقال إن الشركة تعمل على ضمان أن تكون المواد المستخدمة على متن الرحلات مستدامة المصدر، كجزء من استراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية.