تحقيق أهداف الاستدامة يعد أكثر أهمية في الجهود الجماعية للتخفيف من المخاطر المناخية من المتوقع أن يكون العام 2025 عاما محوريا للابتكار البيئي   يُعد تحقيق أهداف الاستدامة أكثر أهمية في الجهود الجماعية للتخفيف من المخاطر المناخية، ولم يكن العام 2024 استثناءً. ففي حين كان عامًا شهد حالات عالمية مدمرة من الطقس المتطرف في بعض البلدان، فقد أنتج أيضًا العديد من الإنجازات البارزة لجهود الاستدامة العالمية. وتشير أهم المؤشرات، بما في ذلك الانخفاض الكبير في إزالة الغابات بغابات الأمازون المطيرة، والنهاية الكاملة لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في المملكة المتحدة، والمستويات القياسية من الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، إلى وجود جهد حقيقي ومستمر للتحرك نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة. وإلى جانب التطوير السريع وتنفيذ الذكاء الاصطناعي وإمكاناته للمساعدة في تحسين استهلاك الطاقة وتسهيل الاختراقات في التكنولوجيا النظيفة، هناك سبب للتفاؤل بالمستقبل. ومن المتوقع أن يكون العام 2025 عامًا محوريًا للابتكار البيئي. فهو يمثل نقطة منتصف العقد، وفرصة للصناعة والخبراء للتحقق من التقدم نحو معايير العام 2030، مثل تعهد البيت الأبيض بخفض تلوث الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي بنسبة 50 % على الأقل عن مستويات العام 2005. كما أنه بمثابة اختبار مهم للأهداف التي تلوح في الأفق، مثل معيار الأمم المتحدة لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول العام 2050. وجاء التقرير من “BMI” عن اتجاهات الاستدامة التي سيراقبونها في العام 2025، ليُظهر أن التكنولوجيا لا تساعد المنظمات على إحراز تقدم نحو أهداف الاستدامة فحسب، بل تغير بشكل أساس كيفية تعاملها مع هذه الأهداف، طالما أنها تجعل الاستدامة أولوية. الاتجاه الأول: تبني الذكاء الاصطناعي والأتمتة وفقًا لتقرير نائب رئيس قسم “ESG” رئيس منتجات إدارة الأصول في “IBM” كندرا دي كيريل، ستعمل الشركات على ربط تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحقيق أهداف الاستدامة للعام 2030، إذ تمتلك الشركات أهدافًا جريئة للاستدامة للعام 2030، ولكنها تمتلك أيضًا بنية تحتية أكثر تعقيدًا ومصادر بيانات أكبر مما كانت عليه عندما تم إعلان هذه الأهداف لأول مرة قبل سنوات. وفي العام 2025، أكد أنه يجب على المنظمات التي لديها طموحات وأهداف للاستدامة أن تنفذ قدرات الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك القدرة على المراقبة وإدارة الموارد وإدارة دورة حياة التطبيق، إذ يمكن أن تساعد هذه القدرات في تقليل الضغط على مراكز البيانات، بما في ذلك إدارة استهلاك الطاقة وتحسين أداء الأصول ودورة حياتها، ما قد يساعد في النهاية على تحقيق أهداف الاستدامة عموما. الاتجاه الثاني: الطاقة النظيفة تواصل النمو وفقًا لتقرير الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “أورورا سولا” كريس هوبر، فإن النمو سيستمر في قطاع الطاقة النظيفة، مدفوعًا بعوامل رئيسة مثل قانون خفض التضخم، والتوسع السريع في الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات والمركبات الكهربائية، موضحًا أن تركيز إدارة الإيرادات الداخلية على تغير المناخ يعمل على تسريع الاستثمارات وتعزيز سلاسل التوريد المحلية، ما يخلق أساسًا متينًا للمهنيين لتقديم مساهمات ذات مغزى. كما سيلعب تخزين الطاقة دورًا حاسمًا في تخزين الطاقة المتجددة الزائدة، ما يوفر حلًا مستدامًا للكهرباء في المستقبل. ولتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، يتعين على الصناعة إعطاء الأولوية لتنمية القوى العاملة، والاستثمار في تدريب المهنيين النشطين، وجذب المواهب الماهرة الجديدة إلى هذا المجال سيكون أمرًا غير قابل للتفاوض للحفاظ على أهميته في سوق الطاقة. الاتجاه الثالث: الابتكارات في التوائم الرقمية وفقًا لتقرير الأستاذة المشاركة في الهندسة والسياسة العامة والهندسة الميكانيكية في جامعة “كارنيجي ميلون” كيت وايتفوت، تأتي التطورات في التوائم الرقمية لدعم التصنيع المستدام والمرن، وابتكارات المواد لبطاريات السيارات الكهربائية التي تعمل على تحسين المدى وعمر البطارية، والمركبات الآلية الكهربائية والبنية التحتية المتوسعة لشحن السيارات الكهربائية، مبينة أن هناك استثمارات كبيرة في هذه المجالات، ومن المرجح أن يشهد العالم طرحًا جديدًا ومثيرًا لهذه الابتكارات. الاتجاه الرابع: مزيد من نمذجة الذكاء الاصطناعي وفقًا لتقرير مدير إدارة المنتجات “ESG” والاستخبارات البيئية في “IBM” ديفيد بلانش، توقع مزيدا من نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة على مجموعات البيانات الجغرافية المكانية، وأن الأزمات المناخية المتطرفة والمتعلقة بالمناخ ستستمر في العام 2025، ما يؤدي إلى اضطرابات مكلفة. ونتيجة لذلك، توقع أن يقوم مزيد من الحكومات وشركات المرافق العامة وشركات القطاع الخاص بربط مجموعات البيانات الجغرافية المكانية ونماذج الذكاء الاصطناعي على أمل التنبؤ بالاضطرابات المناخية والتخفيف منها. الاتجاه الخامس: توسيع الاقتصاد الدائري وأفاد تقرير مدير الاستدامة في شركة Goodwill Industries International سيدني مونوز، بأن العام 2025 سيكون عامًا محوريًا للتقدم في قطاع إعادة تدوير المنسوجات المتوسع، إذ شهد العام 2024 العديد من الالتزامات من قبل شركات إعادة تدوير المنسوجات والعلامات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، هناك إمكانات كبيرة للذكاء الاصطناعي، خصوصا في تعزيز مقاييس تتبع الاستدامة وتحسين الكفاءة داخل النظام البيئي الدائري. ومع تطور هذه التقنيات، تخلق هذه التطورات فرصًا جديدة للعمل في التصنيع والمهن التكنولوجية المتخصصة في مجال المنسوجات. الاتجاه السادس: الإرادة السياسية للتحرك نحو الاستدامة صرح أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في كلية رولينز مايك غونتر الابن، متفائلًا، بأن العام 2025 قد يكون العام الذي ستحقق فيه الولايات المتحدة تحولًا حقيقيًا في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ والاستدامة عموما، عبر تنفيذ خطط البيئة الخضراء، موضحًا أن خيارات الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية أصبحت أرخص بشكل متزايد من الوقود الأحفوري التقليدي، خصوصا الألواح الشمسية الموزعة على أسطح المنازل. الاتجاه السابع: التحول نحو عدم استخدام البلاستيك شددت رئيسة قسم المنتجات في “Better for All” ريجان كيلي، بناءً على تحليلات بشأن المستوى المحلي، على أهمية إعطاء المستهلكين الخيار؛ لأنه من البدهي أنهم سيستمرون في اختيار المواد والمنتجات الصحية وغير السامة والخالية من البلاستيك في المنزل وفي العلامات التجارية والشركات التي يدعمونها. أما على المستوى الدولي، ستواصل الملاعب والأماكن الكبيرة تنفيذ طرق لتبسيط تدفقات النفايات والاقتراب من تحقيق أهداف الأحداث الخالية من النفايات.