قالت الرئيسة التنفيذية لشركة سوق الكربون الطوعي ريهام الجيزي، إن الاعتماد على التقنيات المتقدمة لاحتجاز الكربون بات ضروريا لإيجاد حلول حقيقية ومستدامة، مؤكدة أن الكوكب يواجه تسارعا في الاحترار العالمي.
وأضافت أن التأثيرات المناخية لم تعد مجرد نظريات، بل أصبحت واقعا ملموسا يؤثر على الحياة اليومية للأفراد والاقتصادات.
ودعت على هامش منتدى الشرق الأوسط للاستدامة إلى تسريع الجهود العالمية للوصول إلى حلول واقعية وفعالة لمواجهة التغير المناخي قبل فوات الأوان، مع “التفكير خارج الصندوق”.
وأشارت إلى أن الحلول المبتكرة في مجال تقليل الانبعاثات يمكن أن تسهم في تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة الكفاءة البيئية.
وأوضحت أن بعض الشركاء، من بينهم شركات سعودية، يعملون على تبني هذه التقنيات الطوعية، التي تساعد في التقاط الحرارة من الغلاف الجوي واستخدامها لتعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية. وذكرت الجيزي أن التقنيات الجديدة تلعب دورا مهما في دعم المجتمعات الزراعية التي يصعب الوصول إليها، مشيرة إلى أن هذه الابتكارات تستخدم تقنيات شبه انتقالية يمكنها أن توفر حلولا اقتصادية فعالة وأقل تكلفة مقارنة بالطرق التقليدية. وأكدت أن التأثير الاقتصادي لهذه التقنيات قد يكون ملحوظا إذا تم تطبيقها على نطاق أوسع.
وأضافت أن التحدي الرئيس يتمثل في سرد الرواية الصحيحة عن هذه المبادرات، والتركيز على التجارب العملية بدلا من النظريات. كما شددت على أهمية توسيع نطاق هذه المشروعات، موضحة أن التجارب الحالية تشمل كميات صغيرة، لكنها قد تؤسس لنموذج أوسع نطاقا إذا تم تبنيها بشكل منهجي.
وأكدت أن هذه الجهود تمثل جزءا من التفكير الإبداعي للخروج بحلول جديدة، مشيرة إلى أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لإيجاد نماذج قابلة للتوسع على المدى الطويل.
وقالت إن الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الالتزامات الحالية للحد من تغير المناخ قد لا تكون كافية للوصول إلى الهدف العالمي بعدم تجاوز ارتفاع 1.5 درجة مئوية. وأوضحت أن الحسابات العلمية تشير إلى أن التغيرات المناخية تتسارع بوتيرة قد تؤدي إلى تجاوز الحدود المتفق عليها دوليا، ما يهدد بمزيد من الكوارث البيئية والاقتصادية.
وذكرت الجيزي أن غياب إجراءات فعالة لخفض الكربون سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، ما قد يجعل بعض الموارد الطبيعية غير متاحة، ويؤثر على الزراعة، والإنتاج الغذائي، والبنية التحتية.
يُشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة تداول السعودية أطلقا في 2022 “سوق الكربون الطوعي الإقليمي”. وتهدف هذه السوق إلى أن تصبح منصة رائدة لتداول أرصدة الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمساهمة في تحقيق أهداف الحياد الصفري للانبعاثات.