قال الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد - البحرين، بطرس كلنك، إن هناك طلبا عالميا متزايدا على التمويل المستدام، حيث تُقدر الحاجة التمويلية بنحو 105 تريليونات دولار. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه التمويل المستدام، أوضح كلنك أن المستثمرين ما يزالون مترددين في توجيه أموالهم نحو المشروعات المستدامة؛ بسبب المخاوف المتعلقة بالعوائد المالية. وقال، على هامش جلسة نقاشية في منتدى الشرق الأوسط للاستدامة، إن المستثمرين مطالبون بتحقيق أهدافهم الربحية والالتزام بمؤشرات الأداء الرئيسة، ما يجعلهم غير مستعدين للتضحية بجزء من عوائدهم لصالح الاستدامة. وأكد أن هناك حاجة ماسة لجعل هذه المشروعات أكثر جاذبية للمستثمرين، عبر تطوير آليات تضمن تقليل المخاطر، مثل ضمانات التمويل والمشاركة في تحمل المخاطر. وأشار كلنك إلى أن أحد التحديات الكبرى يتمثل في غياب التمويل الكافي من قبل البنوك التنموية متعددة الأطراف، والتي يمكن أن تلعب دورا أساسيا في تحفيز الاستثمارات المستدامة. وشدد على أهمية التعاون بين المؤسسات المالية، والحكومات، والمستثمرين لتسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر. كما أكد أن هناك حاجة ملحة لتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية الدولية والمستثمرين لدعم مشروعات التحول المستدام. كما دعا إلى تطوير حلول تمويلية أكثر مرونة، مشيرا إلى أن المستقبل المالي للمشروعات المستدامة يعتمد على القدرة على جذب رؤوس الأموال من مصادر مختلفة، بما في ذلك الصناديق الاستثمارية والمؤسسات التنموية. وأضاف أن المؤسسات المالية بحاجة إلى تطوير أدوات جديدة تساعد على تقليل المخاطر وجعل التمويل المستدام أكثر جاذبية للمستثمرين التقليديين. وتطرق كلنك إلى أن البنك مستمر في دعم هذه الجهود، عبر توفير حلول تمويلية تساعد الشركات على التحول إلى نماذج أعمال أكثر استدامة، عبر فريق مكون من نحو 130 شخصا يركزون على الاستدامة، يعملون عبر مختلف الإدارات، بما في ذلك فرق التعامل مع العملاء، والشؤون القانونية، وإدارة المخاطر. وأكد أن الاستدامة لم تعد مجرد مبادرة فرعية، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية على مستوى العالم.