خلال العام 1870، دخل الجمهوري هيرام رودز ريفيلز (Hiram Rhodes Revels) التاريخ حيث أصبح أول أميركي من أصول إفريقية بالكونغرس الأميركي عقب انتخابه كممثل بمجلس الشيوخ عن ولاية مسيسيبي (Mississippi). وخلال فترة إعادة الإعمار التي تلت نهاية الحرب الأهلية، واجه ريفيلز، الذي استمر بمنصبه لحدود آذار/مارس 1871، العديد من المصاعب بالكونغرس الأميركي بسبب تغلغل العنصرية بالمجتمع الأميركي حينها. وبعد مضي 23 سنة عن انتخاب ريفيلز، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع حدث تاريخي آخر حيث أصبح الجمهوري تشارلز كورتيس (Charles Curtis) أول شخص من السكان الأصليين يلتحق بالكونغرس الأميركي. تأثير كورتيس بمجلس النواب ولد تشارلز كورتيس سنة 1860 بمدينة توبيكا (Topeka) بأراضي كنساس التي أصبحت بعد عام واحد الولاية الأميركية الرابعة والثلاثين. وبالثالثة من العمر فقد الأخير والدته قبل أن يضطر للعيش مع جدّيه بسبب التحاق والده بجيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأميركية. إلى ذلك، عاش تشارلز كورتيس متنقلا بين منزل جديه، من الأب، اللذين كانا من الأميركيين البيض ومنزل جديه، من الأم، اللذين كانا من السكان الأصليين وعاشا بمحمية كاو (Kaw) بكنساس. مع رحيل جديه، من الأم، عن المحمية وتوجههما لولاية أوكلاهوما، فضّل تشارلز كورتيس البقاء بتوبيكا حيث واصل دراسته ليحصل في النهاية على شهادة في المحاماة. بحلول العام 1884، حصل كورتيس على مقعد بمكتب المحاماة بمنطقة شوني (Shawnee). وبعدها بثماني سنوات، فاز الأخير سنة 1892 بمقعد بمجلس النواب الأميركي عن ولاية كنساس. أثناء تواجده بمجلس النواب، دافع تشارلز كورتيس عن فكرة دمج السكان الأصليين بالمجتمع الأميركيين وتمكن من تمرير قانون حماية أراضي الشعوب الأصلية وهو القانون الذي لقب بقانون كورتيس للعام 1892. وبفضل هذا القانون، تم حل الحكومات التي أنشأها السكان الأصليون بالمحميات تزامنا مع ضم العديد من أراضي المحميات للولايات الأميركية. من جهة ثانية، ساهم هذا القانون في دمج أراضي السكان الأصليين مع أراضي أوكلاهوما التي أصبحت بفضل ذلك ولاية أميركية. كورتيس يفوز بمنصب نائب الرئيس بحلول العام 1907، أصبح تشارلز كورتيس نائبا عن ولاية كنساس بمجلس الشيوخ الأميركي. وحافظ الأخير حينها على هذا المنصب لحدود العام 1913. وبعد سنتين فقط، استعاد كورتيس مقعده بمجلس الشيوخ واستمر بهذا المنصب لحدود العام 1929. سنة 1928، حقق تشارلز كورتيس إنجازا تاريخيا آخر. خلال ذلك العام، فاز الأخير ببطاقة الحزب الجمهوري كنائب للرئيس ليرافق بذلك المرشح الجمهوري هيربرت هوفر (Herbert Hoover) بالسباق الرئاسي. وفي انتخابات العام 1928، حقق هربرت هوفر فوزا سهلا عقب حصوله على 444 مقعدا بالمجمع الانتخابي وفوزه بما يزيد عن 58 بالمائة بالتصويت الشعبي. وبفضل هذا النصر الذي حققه الجمهوريون بالسباق الرئاسي، أصبح تشارلز كورتيس أول شخص من السكان الأصليين يفوز بمنصب نائب الرئيس الأميركي. إلى ذلك، فشل كل هوفر وكورتيس في التصدي لانهيار بورصة وول ستريت والكساد الكبير. وخلال انتخابات العام 1932، خسر الأخيران السباق الرئاسي لصالح المرشح الديمقراطي فرانكلن روزفلت.