دعا خبير برازيلي تعزيز التمويلات الخضراء في المنطقة، ضمن مساعي تحقيق الهدف إلى الوصول إلى الحياد الصفري في مختلف القطاعات. وقال مدير النمو في شركة Samauma بيدرو فيليكس، في مشاركته بمنتدى الشرق الأوسط للاستدامة الذي اختتمت أعماله أخيرا في المنامة، إن الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص ضرورية لتحقيق تحول حقيقي في مجال الاستدامة. وأعرب عن تقديره لمنظمي المنتدى على جمع خبراء التمويل والاستثمار لمناقشة الحلول الرأسمالية لمواجهة الأزمات البيئية. وأوضح أنه بعد 10 سنوات من العمل في المصرفية الاستثمارية، انتقل إلى إدارة صناديق التحوط، وهو اليوم يمثل الشركة البرازيلية، التي تستثمر في مشروعات مستدامة من بينها  تقنية لإزالة الكربون. يشار إلى أن الشركة هي منصة مشروعات مكرسة لتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على غابات الأمازون. وتسعى الشركة إلى إحداث تأثير إيجابي عبر الحفاظ على البيئة ودعم المجتمعات المحلية. وتدير حاليًا 148,640 هكتارًا من غابات الأمازون في ولاية أكري بالبرازيل. وتتعاون مع شركاء استراتيجيين، بما فيهم مديرو الأصول والمطورون والممولون؛ لتعزيز مشروعاتها البيئية. وذكر فيليكس أن الاهتمام العالمي يتركز غالبًا على حرائق الغابات في كاليفورنيا، بينما تشير الأرقام إلى أن 30 مليون هكتار من الغابات احترقت في البرازيل في العام 2024، ليس فقط في الأمازون، ولكن في أنظمة بيئية أخرى، ما يعكس خطورة الوضع البيئي. وأكد أن الحلول المستدامة متعددة، مثل التقاط الكربون، والوقود الحيوي، وتقنيات الحد من الانبعاثات، مشددًا على أهمية استخدام جميع الأدوات المتاحة لمواجهة الأزمة، بدلاً من الاكتفاء بالحلول الطوعية فقط. وأشار إلى أن مؤتمر “COP 30” سيكون فرصة حاسمة ليس فقط لتقديم التزامات جديدة، بل أيضًا للإعلان عن مشروعات استثمارية فعلية تسهم في تقليل المخاطر للمستثمرين وتحفيز التمويل للمطورين. كما شدد على أن التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، تعوق بعض الاستثمارات المستدامة، لكنه دعا المستثمرين إلى تبني رؤية طويلة الأجل عند الاستثمار في الحلول البيئية؛ نظرًا لأن الطبيعة تحتاج إلى وقت لتحقيق العوائد. وأضاف أن المؤسسات المالية مثل مؤسسة التمويل الدولية تعمل على دعم التمويل الأخضر في المنطقة، لكنه شدد على أن العالم تأخر 20 عامًا في اتخاذ الإجراءات الفعالة، ما يزيد الحاجة إلى تحرك أسرع. كما دعا إلى توسيع التعاون بين البنوك والمؤسسات المالية لمناقشة التحديات وتحقيق حلول عملية، مشيرًا إلى أن بعض المؤسسات، مثل “أكوا باور”، تقود هذه الجهود في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يأمل في رؤية مزيد من هذه المبادرات في أميركا اللاتينية أيضًا. وفي ختام حديثه، أكد أن الشراكات الاستراتيجية هي المفتاح لتحقيق الاستدامة، مشيرًا إلى أن “اليونيسف” أبرمت أول شراكة عالمية لها مع مشروع مرتبط بالكربون، ما يعكس أهمية التعاون بين المؤسسات المالية والتنموية لدعم الاستثمارات البيئية المستدامة.