يزور البحرين حاليا الباحث عمر فاروق من جمهورية تركيا؛ من أجل إعداد دراسة دكتوراه عن التاريخ الأدبي لمملكة البحرين وما تزخر به من موروث فكري وثقافي عريق جعل منها واحدة من البلدان التي تُعدّ منارة للعلم والثقافة في المنطقة، وتُجسّد حضارة إنسانية غنية ومتنوعة.
ويهدف فاروق عبر بحثه إلى تسليط الضوء على مراحل تطور الأدب البحريني، بدءا من الشعر النبطي وصولا إلى الكتابات المعاصرة، مع التركيز على دور الأدباء والمفكرين البحرينيين في إثراء المشهد الثقافي العربي، وسيقوم أثناء زيارته بالبحث في الأرشيفات الوطنية والمكتبات، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع شخصيات أدبية بارزة.
وأعرب فاروق عن سعادته بزيارة البحرين، مؤكدا أهمية البحث في فهم عمق الحضارة البحرينية وتأثيرها على الثقافة العربية، ومن المتوقع أن يُسهم بحثه في إثراء المعرفة بالأدب البحريني وتقديمه للعالم.
وعن اهتمامه في التاريخ الأدبي للمملكة، يقول فاروق “يُعد البحث في الأدب البحريني رحلة ممتعة ومثمرة، فهو يمثل انعكاسا للتاريخ والحضارة البحرينية الغنية، ويمثل تحديا فكريا مثيرا للاهتمام. كما أُعجب بالتنوع الثقافي في البحرين، وكيف انعكس هذا التنوع في إنتاجها الأدبي الغني والمتنوع، إذ أتطلع من خلال الدراسة إلى تقديم صورة شاملة عن هذا الإنتاج، وإبراز مساهمته في المشهد الأدبي العربي والعالمي. وأتمنى أن يساهم بحثي في تعزيز فهم وتقدير الإرث الثقافي الثمين”.
وتابع “خلال سنوات دراستي لليسانس في جامعة إسطنبول في الآداب العربية، كنا نتحدث عن العديد من البلدان، ومنها بلاد الشام، وجمهورية مصر العربية، والخليج العربي والعراق، وهناك العديد من الدراسات الخاصة بهذه الدول. وقد جذب اهتمامي التاريخ الأدبي والنتاج الفكري لمملكة البحرين؛ لذا حرصت أن تكون رسالة الدكتوراه الخاصة بي حول ذلك، لتكون جسرا مُهما للتقريب بين البلدين الشقيقين، وتعريف المجتمع التركي بما تفيض به مملكة البحرين من إرث أدبي وثقافي غني ومتنوع، وما تتمتع به من مكانة مرموقة في الحضارة العربية والإسلامية، وآمل أن يساهم بحثي في تعزيز العلاقات الثقافية بين تركيا والبحرين، وفتح آفاق جديدة للتعاون البحثي والأكاديمي بين البلدين”.
وقال فاروق إن بحثه سيتناول فن الشعر، وفن القصة القصيرة، وفن الرواية، وفن المسرح الخاص بمملكة البحرين، لافتا إلى أن فترة اطلاعه على الأدب البحريني تمتد لأربع سنوات.
وأوضح بالقول “لقد التحقت ببرنامج الدكتوراه في العام 2021 في آداب اللغة العربية، وقد شكل ذلك عاملا مهمًا في تركيزي على التاريخ الأدبي لمملكة البحرين. لقد كنت أرغب في القيام بذلك قبل ذلك، ولكن التحاقي ببرنامج الدكتوراه شكل فرصة مهمة لذلك”.
وسلّط فاروق الضوء على أكثر المثقفين البحرينيين إلهاما بالنسبة له، مُشيرا إلى أن عبدالله الزايد، وعبدالرحمن المعاودة، وإبراهيم العريض، وقاسم حداد، والشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، والشيخ علي بن عبدالله آل خليفة، وعلي الشرقاوي، وعلوي الهاشمي، ومحمد الماجد، وخليفة العريفي، هم الأكثر تأثيرا على رحلته الاستكشافية في التاريخ الأدبي والثقافي للمملكة.