تنطلق بعد أيام معدودة، تداولات شهر رمضان المبارك وسط توقعات بالبدء بخفض أسعار الفائدة خلال شهر يونيو المقبل للتأكد من انضباط وتيرة التضخم العالمية والأوضاع الاقتصادية المتأثرة بحالة الاضطرابات الجيوسياسية والتي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقرارته حيال التعريفات الجمركية من جهة وتزايد اهتمامات المستثمرين من جهة أخرى لمتابعة وإنتظار قرارات الجمعيات العمومية للشركات المدرجة بخصوص خطط التوزيعات النقدية التي ستقر مع نهاية فترة الربع الأول 2025.
وقبل أن يحل الشهر الفضيل وخلال تعاملات شهر يناير الماضية بالإضافة للفترة الممتدة منذ بداية شهر فبراير الجاري وحتي نهاية تعاملات الاثنين من هذا الأسبوع فقد شهدت أسواق المالية بالشرق الأوسط وفي مقدمتها الخليجية تبايناً في الأداء وخصوصاً في شهر فبراير التي جاءت تابعة لموجة الصعود بالأسواق الأميركية المدعومة بالإفصاح عن موسم الأرباح السنوية الجيد.
ومنذ بداية العام وحتى نهاية جلسة الاثنين الموافق 17 فبراير الجاري، فقد قفز مؤشر بورصة مصر 2.34% وصعد مؤشر السوق السعودي 1.9% تقريباً رغم تسجيله أطول سلسلة خسائر يومية في 10 أشهر وهبوطه بأكبر وتيرة يومية في شهرين.
كما ارتفع مؤشر سوق دبي 4.35%، وزاد مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 1.46%، وقفز المؤشر العام للبورصة الكويتية 9.3%. وارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.37%. فيما هبط مؤشر بورصة البحرين 4.59% ونزل مؤشر بورصة مسقط 2.43%.
في سياق متصل، قال نائب رئيس إدارة البحوث في “كامكو إنفست” رائد دياب، إن تعاملات شهر رمضان المبارك من كل عام بأسواق المال العربية والخليجية خصوصاً عادة ما تشهد بعض التغير بالسلوك الاستثماري. وأوضح أن هذا السلوك لا يكون مرتبطًا بالعوامل الأساسية للشركات والاقتصاد لكن يعود هذا الى الأجواء الدينية والاجتماعية والتركيز على العبادات بشكل أكبر من قبل المستثمرين لكن هذا بالطبع لا يخفض من الشهية في حال العوامل الإيجابية والفرص المتاحة.
وأكد أن أسواق المال الخليجية عادة ما تشهد في مثل هذه الفترة من كل عام إقرار خطط التوزيعات من الجمعيات العمومية للشركات المدرجة خاصة القطاعات الكبيرة كالبنوك والخدمات المالية والعقار، ونتيجة لهذا قد لا نشهد انخفاض موسمي كالذي نراه في بعض أشهر رمضان السابقة.
وأشار إلى أن ذلك يعتمد على قوة الأرباح والتوزيعات، الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية، التطورات السياسية وأسعار النفط. فاذا كانت التوزيعات جيدة والمناخ الاقتصادي والسياسي مستقر، فهذا قد يدفع الى رؤية ارتفاعات في رمضان.
ولفت إلى أن اقتصادات الخليج تشهد طفرة إيجابية منذ فترة وانفتاح كبير على الاستثمار في العديد من المجالات. وأشار إلى أن هناك العديد من الفرص في هذه الدول والعديد من المشاريع القوية، لذلك من المتوقع أن تبقى أساسياتها قوية في الفترة القادمة.