كشفت مجلة “فوربس الشرق الأوسط” عن أن قطاع الطيران يلعب دورا رئيسا في تنمية اقتصاد مملكة البحرين، مشيرة إلى أن حركة الركاب في المملكة شهدت ارتفاعا ملحوظا، وأن المطار الحالي يقترب من الوصول إلى طاقته الاستيعابية القصوى.
وأشارت المجلة في الجزء الأول من تقرير مكون من 3 أجزاء بشأن خطط البحرين لتنويع اقتصادها إلى أن حركة ركاب “الترانزيت” شهدت أكبر تغيير، إذ ارتفعت من 6 آلاف راكب في 2023 إلى أكثر من 20 ألفا في 2024.
وأكدت المجلة أن المطار الجديد الذي تعتزم البحرين بناءه بتكلفة تقارب 10 مليارات دولار، يعد أحد اللاعبين المهمين في رؤية البحرين الاقتصادية، إذ سيتم بناء هذا المطار على جزيرة شمال مطار البحرين الدولي الحالي، وتم تصميم هذا المشروع الطموح لمعالجة الطاقة الاستيعابية في المطار الحالي. وعلى الرغم من افتتاح صالته الجديدة في 2021، فقد زادت سعته إلى 14 مليون مسافر سنويا ويقترب من حدوده التشغيلية. من جهة أخرى، سيحل المطار الأخضر المقترح محل المطار الحالي، ما سيوفر بنية تحتية موسعة لتلبية الطلب المستقبلي ودعم قطاع الطيران المتنامي في البحرين.
ونقلت المجلة عن الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين محمد البنفلاح، قوله: “نحن مطار ذو مدرج واحد حاليا، وسيصل المطار الحالي قريبا إلى سعته الاستيعابية، ومن المفيد دائما البدء في التخطيط لمطار جديد قبل الأوان”.
وتابع البنفلاح “سيكون موقع هذا المطار الجديد في البحر، لذا يجب أن يكون جزيرة مستصلحة. وبمجرد استصلاحها، يجب أن تكون متصلة بالجزيرة الرئيسة في البحرين. ثم تحتاج إلى تشغيل جميع المرافق مثل الطاقة، والمياه، والصرف الصحي، وشبكة الطرق، وربما حتى الاتصال بشبكة المترو في البحرين، وهو مشروع آخر، لذلك من الأفضل أن نبدأ الآن”.
وأضاف أيضا “هناك دراسة جارية لتقييم احتياجات المطار المستقبلي، وهناك حاجة لتأمين المطار الجديد من منظور التكنولوجيا، حيث يفكر المصنعون بالفعل في طائرات ركاب تعمل بالكهرباء أو الهيدروجين. ستحتاج هذه الأنواع الجديدة من الطائرات إلى مرافق تخزين جديدة”. وتابع “على سبيل المثال، منشأة تخزين الهيدروجين، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنها أكبر بأربع مرات من منشأة وقود الطائرات. لذا إذا كان لدي اليوم ثلاثة خزانات لوقود الطائرات في المطار، فغدا إذا كنا سنضع خزانات الهيدروجين، فسنحتاج إلى 12 من هذه الخزانات، للهيدروجين فقط، ما يعني أننا بحاجة إلى مطار أكبر بكثير”.
وأشار البنفلاح إلى أن القطاع يهدف أيضا إلى تحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية لشركات الطيران والمطارات بحلول العام 2050. وأضاف أن هذا العام، ستطلق شركة مطار البحرين برنامجا للطاقة الشمسية في مطار البحرين الدولي، والذي من شأنه، عند اكتماله، أن يقلل الانبعاثات الناتجة عن الإقلاع من الشبكة الوطنية بنحو 70 %.
وقال البنفلاح إن المبادرة ستبدأ بتثبيت الألواح الشمسية على السطح في مبنى المحطة. وقد تم بالفعل إكمال دراسة الوهج، والتي ستحدد ما إذا كان الموقع الذي حددوه لتثبيت الألواح سيكون له تأثير على تشغيل الطيارين في المطار أم لا. أما الدراسة الثانية فهي “فنية في الغالب” وستتناول كيفية دمج الألواح الشمسية في شبكة المطار. أما الثالثة فهي دراسة الجدوى المالية أو التجارية.
وأضاف البنفلاح أن البحرين شهدت زيادة في حركة الركاب الجوية؛ بسبب الطلب الصحي على السفر من السوق المحلية واستراتيجية شركة الطيران الوطنية “طيران الخليج”، التي تستهدف وجهات جديدة مثل الصين.
وأشار تقرير المجلة إلى أن “طيران الخليج” حصلت في نوفمبر الماضي من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) على أول تقييم دولي لسلامة الطيران (IASA) بتصنيف الفئة 1، وهو ما يشير إلى أنها تتبع أعلى معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) للسفر الجوي المدني. وهذا يعني أن شركات الطيران في المملكة، خصوصا “طيران الخليج”، يمكنها تقديم خدمات إلى الولايات المتحدة وإبرام اتفاقيات مشاركة الرمز مع شركات الطيران الأميركية.
وبينت رئيسة قسم السفر والسياحة في شركة البيانات والبحوث “جلوبال داتا” شاجون ساشديفا أنه “تبرز البحرين باقتصادها المتنوع وموقعها الاستراتيجي وقطاعها السياحي المزدهر كلاعب رئيسي في الخليج العربي. إن التزام البحرين بالتنويع الاقتصادي، إلى جانب تراثها الثقافي الغني، يجعلها وجهة جذابة لكل من رجال الأعمال والمسافرين بغرض الترفيه”.
وأشارت إلى أن قطاع السياحة في البحرين شهد نموا ملحوظا بنسبة 45.6 % على أساس سنوي في العام 2023، إذ وصل عدد الوافدين الدوليين إلى 5.4 مليون، ما يشير إلى إمكانات استثمارية قوية في الفنادق والترفيه والنقل، وبالتالي خلق تأثير مضاعف يعزز الاقتصاد الكلي.
وقالت “بحلول العام 2025، من المتوقع أن يصل إنفاق السياح الوافدين على النقل إلى 891.22 مليون دولار، ما يعزز الفرص في هذا القطاع”. كما قالت ساشديفا إن الموقع الجغرافي المتميز للبحرين يعزز دورها كمركز لوجستي وطيران، ما يسهل التجارة وتوسيع الأعمال والشراكات الدولية مع شركات الطيران”.
وأضافت “مع تحسن البنية التحتية وتوسيع نطاق الربط الجوي والسياسات الصديقة للمستثمرين، فإن البحرين مهيأة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر المستدام وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية رائدة في المنطقة”.