تتمتع المملكة العربية السعودية بتاريخ غني من الأزياء المتنوعة والملونة، إذ تعكس الملابس التقليدية في كل منطقة أنماطًا قبلية مختلفة. ومن بين هذه الأزياء، هناك عدد قليل من العناصر التي باتت معروفة، بينما قد يكون العديد منها قد ضاع مع مرور الوقت بسبب غياب التوثيق المناسب والهجرة القبلية. وتشمل الملابس التقليدية المعروفة للرجال “الغترة” كغطاء رأس، و”البشت” إلى جانب الثوب. أما النساء، فيرتدين الحجاب والشيلة والفساتين الشعبية والعباءة. وتعد الملابس التقليدية تراثًا تاريخيًا وثقافيًا، ورمزًا للفخر وسفيرًا للبلد الذي تنتمي إليه. وبمناسبة يوم التأسيس، أعلنت المملكة جوائز تصل إلى 2000 ريال سعودي لمسابقة ترتدى فيها الملابس التراثية المناسبة لهذا الحدث الكبير، وذلك ضمن مسابقة تنظمها وزارة الثقافة السعودية. وتهدف المسابقة إلى تشجيع الناس على ارتداء الملابس السعودية التقليدية، كما تهدف إلى دعم مصممي الأزياء المحليين وصانعي المحتوى. الغربية تعد المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية نقطة التقاء للعديد من الثقافات المختلفة، وبسبب موقعها المميز الذي يحتضن الحرمين الشريفين، فإنها تمثل مزيجًا فريدًا من الأزياء التقليدية التي تأثرت بالعديد من الحضارات. كما أن وجود أقدم القبائل في المنطقة الغربية ساهم في ظهور أسلوبين رئيسين في الأزياء التقليدية. الخط الأول: يتمثل في الأزياء القبلية التي ارتبطت بسكان الصحراء والقرى. هذه الأزياء تميزت باستخدام مواد وخامات متنوعة من حيث الألوان لتتناسب مع البيئة المحلية والأنشطة مثل الرعي والزراعة. ومن أبرز قطع الملابس في هذا الخط الفستان المسطح (العريض)، الرداء، البيرم، والبرقع. أما أماكن التطريز، فكانت توجد عادة على صدر الزي والأكمام وخطوط القطع والجوانب. الخط الثاني: يتعلق بالأزياء الحضرية لسكان المدن. هذه الأزياء تختلف حسب المناسبة والوضع الاجتماعي، فهي تتنوع بين أزياء خاصة مثل الملابس لحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة. وتشمل الأزياء المدنية مثل اللباس المدني، والعميل، والثوب المفتوح من النصف، والثوب بأكمام، وغيرها من الأنماط. وتم تصميم هذه الأزياء باستخدام أقمشة خفيفة مثل التول والشيفون والجورجيت، وتزينت الزخارف المستوحاة من الطبيعة بخيوط حريرية أو معدنية، إضافة إلى الدانتيل والترتر واللؤلؤ. الوسطى تُعرف أزياء المنطقة الوسطى بثوب التحول، الذي يعد من القطع المميزة ذات التصميم العريض والخفيف، ويعد من خيوط “زاري”. وتعود شهرة هذا الثوب إلى عزلتها عن بقية المناطق، ما ساعد في الحفاظ على تقاليدها وأصالتها عبر الأجيال.  ومن الأزياء الشهيرة في هذه المنطقة أيضًا “ثوب نجد”، الذي يتكون من قطع قماش ملونة تمت خياطتها معًا بشكل جميل. كما يُذكر “ثوب المحاريد” الشعبي، الذي يمثل جزءًا من التراث المحلي للمنطقة. الجنوبية تأثرت أزياء المنطقة الجنوبية بالموقع الجغرافي القريب من اليمن، ما جعلها تكتسب طابعًا مميزًا مليئًا بالألوان الزاهية وزخارفها الغنية. وتتميز قبائل الجنوب باستخدام أقمشة تشبه نسيج السدو التقليدي، ما يضيف إلى ملابسهم لمسة من الأصالة.  كما يلاحظ استخدام القبعات المصنوعة من الخوص، مثل تلك التي تميز منطقة عسير. إضافة إلى ذلك، كانت الملابس تتأثر بالبيئة المحيطة، ما أضفى عليها طابعًا فريدًا.  الشمالية تأثرت أزياء المنطقة الشمالية بشكل كبير بطابع دول الشمال، خصوصا في استخدام الغرز المتقاطعة والألوان الزاهية، ما جعل ملابس العديد من القبائل الشمالية تشبه إلى حد بعيد اللباس الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، يتميز سكان المنطقة بثوب يسمى “الزبون”، الذي يشبه الزي المغربي التقليدي.  الشرقية تميزت المنطقة الشرقية بفستان “النشل” الذي كانت ترتديه النساء في جميع المناسبات. كان هذا الفستان مصنوعًا من الأقمشة الخفيفة، مثل تلك المستخدمة في البحرين، وتنوعت تصاميمه لتناسب مختلف الفعاليات والمناسبات.  كما كانت النساء في المنطقة معتادات على ارتداء “الدرعا” تحت الثوب، خصوصا إذا كان الثوب شفافًا. من بين القطع التي ترتديها النساء تحت “الدرعا” وفستان النشل، نجد “السراويل القصيرة” التي تتميز بتقنيات النقش والديكور المتقنة التي اشتهر بها الخليج.  الثوب السعودي بالنسبة للرجال، يُعد الثوب جزءًا أساسيًّا في حياتهم اليومية. وهو رداء طويل ومريح يمتد على الجسم، ويتميز بأربعة أزرار على جانب الصدر وأكمام طويلة تنتهي عند راحة اليد، ما يغطي معظم الجسم. ويمكن أن تكون الأكمام مفتوحة أو مغلقة باستخدام الأزرار الخاصة بها.