في ليلةٍ من ليالي البحرين المفعمة بالإبداع والأصالة، اجتمعت الكلمة الراقية مع الموروث العريق في أمسية ثقافية استثنائية نظّمتها أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث احتفت الفعالية بجماليات الأدب وثراء التراث البحريني في أجواء زاخرة بالفكر والفن.   انطلقت الأمسية بعزف السلام الملكي، إيذانًا ببدء حدثٍ مميزٍ يجمع نخبة من المثقفين والأدباء وعشاق التراث. عقب ذلك، عُرض فيلمٌ ترحيبي أضاء على أهمية الفعالية، تلاه تقديمٌ تعريفي استعرض الدور المحوري للثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية البحرينية. ثم استمع الحضور إلى تلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، قبل أن تلقي أسرة الأدباء والكتاب متمثلة في رئيسها الأستاذ مبارك نجم، وهيئة البحرين للثقافة والآثار كلمتيهما، اللتين أكدتا على دور الفكر والإبداع في بناء المجتمعات وصون الهوية الثقافية. وكان للجمهور موعدٌ مع لحظة خاصة جسّدتها مشاهد وثائقية مؤثرة عن الدكتور إبراهيم غلوم، تكريماً لمسيرته الثقافية الحافلة بالعطاء، تلاها مشهدٌ شعريٌ متميز بعنوان "الشيخ عيسى بن راشد"، حيث تناغمت الكلمات في فضاء المكان، مستحضرةً شخصيات تركت بصمتها في المشهد الأدبي البحريني. ولم تخلُ الأمسية من لحظات إنسانية دافئة، حيث تم تكريم ذوي الراحلين الذين أثروا الثقافة البحرينية بعطائهم، تقديرًا لإرثهم الذي سيظل حاضرًا في الذاكرة الثقافية. كما امتدت يد التكريم لتشمل المبدعين الذين أضاءوا مسيرة الفكر والأدب، ليكونوا نجومًا تُهتدى بها الأجيال القادمة.   وفي ختام هذه الليلة المتميزة، التُقطت صورة جماعية للحضور، توثيقًا لهذه اللحظات التي ستظل شاهدةً على التقاء الفكر والفن تحت سقفٍ واحد. ثم كان الموعد مع الفقرة الختامية، حيث أبدعت فرقة محمد بن فارس في تقديم عرضٍ فنيٍ ساحر، امتزجت فيه أعذب الألحان التراثية بروح البحرين الأصيلة، ليكون مسك ختامٍ لأمسيةٍ ثقافيةٍ باذخة، جسّدت بامتياز الهوية الأدبية والفنية لهذا الوطن العريق.