لا شك أن الدماغ عضو معقد، غير أنه أحد أهم أعضاء الجسم. ومن الضروري الانخراط في مهام مريحة وتحديات للحفاظ على الصحة الإدراكية. والعقل ضروري للإنتاجية والإبداع والرفاهية العامة، بينما يمكن عبر الانخراط في أنشطة بسيطة لكن فعالة لمدة 5 دقائق فقط يوميا، أن يتم تحسين الذاكرة والتركيز والوظيفة الإدراكية بشكل كبير. لذا فإن ممارسة اليقظة، أو التنفس المركز لـ 5 دقائق يوميا يمكن أن يعزز التركيز ويقلل من التوتر ويقوي الروابط العصبية. كما يعزز التأمل الاستقرار العاطفي ويحسن الأداء الإدراكي العام والوضوح العقلي. كما أن حل الألغاز يساعد، بما يشمل الكلمات المتقاطعة أو السودوكو، في تحدي العقل ويحفز القدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي، وهذا من شأنه أن يحسن المرونة الإدراكية والذاكرة بمرور الوقت. وتؤدي المشاركة في اندفاعة قصيرة من النشاط البدني، مثل القفز أو التمدد أو المشي السريع، إلى تعزيز توصيل الأكسجين والمغذيات إلى الدماغ، ما يحسن الوضوح الذهني والتركيز. إذ يحفز النشاط البدني الدورة الدموية المتزايدة إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تعزز الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية. كما يمكن أن تساعد التمارين القصيرة المنتظمة أيضا في تقليل ضباب الدماغ وزيادة اليقظة وتحسين الأداء الإدراكي العام طوال اليوم. كما تعزز ممارسة العزف على آلة موسيقية، لبضع دقائق، مرونة الدماغ وتؤدي إلى تنسيق حركة اليد والعين والذاكرة، إذ يحفز تعلم الموسيقى مناطق متعددة من الدماغ، ما يحسن المرونة الذهنية العامة. إضافة إلى أن تدوين الأفكار أو حتى تدوين مذكرات قصيرة يحسن من المعالجة الإدراكية، والاحتفاظ بالذاكرة، والذكاء العاطفي. كما تعمل هذه الممارسة على تقوية المسارات العصبية المرتبطة بالتواصل. كما أن تناول الأطعمة المناسبة يمكن أن يعزز بشكل كبير وظائف الدماغ والذاكرة والأداء الإدراكي، إذ إن تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، تدعم وظائف الدماغ وتساعد في تقليل التدهور الإدراكي، إضافة إلى أن التوت الأزرق غني بمضادات الأكسدة، ويحمي الدماغ من الإجهاد التأكسدي ويحسن الاتصال بين خلايا الدماغ. كما تحتوي المكسرات والبذور على نسبة عالية من فيتامين E، وهي تساعد في منع التدهور الإدراكي وتحسين الذاكرة. وتمد الشوكولاتة الداكنة الجسم بالفلافونويد والكافيين، ما يعزز التركيز والذاكرة. وتلعب التمارين الرياضية دورا حاسما في تعزيز صحة الدماغ عبر تحسين الذاكرة والتركيز والوظيفة الإدراكية، إذ تعمل التمارين الهوائية مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات على تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعزز المرونة العصبية. كما تساعد تمارين القوة في تقليل التوتر والقلق، بينما تعمل اليوغا والتأمل على تحسين اليقظة والوضوح العقلي. وللحفاظ على صحة الدماغ، يجب تجنب الإفراط في تناول السكر والأطعمة المصنعة؛ لأنها تساهم في الالتهاب والتدهور المعرفي. كما يجب تجنب التدخين، إذ إنه يضعف وظائف المخ ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية. فضلا عن أن الإجهاد المزمن والحرمان من النوم يضران بالذاكرة والتركيز، لذا ينبغي إعطاء الأولوية للاسترخاء والنوم الجيد. ويجب تجنب نمط الحياة المستقرة، حيث يؤدي قلة النشاط البدني إلى تقليل تدفق الدم إلى المخ. كذلك ينصح الخبراء أيضا بتقليل الوقت المفرط أمام الشاشات والمشتتات الرقمية لمنع التعب العقلي. ويوصي الخبراء بتجنب الجفاف؛ لأنه يؤثر على الأداء الإدراكي. أخيرا، ينبغي تجنب أنماط التفكير السلبية والعزلة الاجتماعية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الصحة العقلية.