تعد زراعة القمح في الإمارات عنصرًا أساسيًا في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث حظيت بدعم كبير من الدولة عبر الجهات المختصة بالقطاع الزراعي، وقد سخّرت مواردها وإمكاناتها لتوفير محاصيل غذائية آمنة وعضوية، مع التركيز على استخدام أحدث التقنيات الزراعية لإنتاج حبوب عالية الجودة، مما يسهم في تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق الاكتفاء المحلي.
وفي هذا الصدد، قال مدير دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سالم الكعبي لـ “البلاد”، إن مشاركة الدائرة في معرض البحرين الدولي للحدائق جاءت لنشر أهمية الزراعة، مبينًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير وفق مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة: “نأكل مما نزرع”، وهي مقولة تدل على أهمية الزراعة.
وأضاف أنهم في دائرة الزراعة والثروة الحيوانية ينتهجون استراتيجية هدفها الوصول إلى الأمن الغذائي، متمنّيًا أن تستفيد الدول الخليجية من تجربة دولة الإمارات في صناعة القمح العضوي والسير على خطاها.
بدورها، أكدت الباحثة في الثروة الحيوانية بدائرة الزراعة والثروة الحيوانية بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة فاطمة الكندي أن مشروع صناعة الطحين المحلي جاء بتوجيهات صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة، الذي وجه بضرورة زراعة القمح في مزرعة تهدف إلى إنتاج قمح عضوي بنسبة 100%، خالٍ من المضادات الحيوية والمبيدات وأي إضافات كيميائية.
وأوضحت أنه في المرحلة الأولى تم إنشاء 8 محاور لإنتاج القمح، وفي المرحلة الثانية تم التوجيه لزيادة عدد المحاور إلى 36 محورًا إنتاج القمح، مبينة أن المشاريع المستقبلية ستتضمن إنتاج العسل العضوي، والخضروات والفواكه العضوية، بالإضافة إلى الدواجن العضوية.
وأضافت أن مشروع إنتاج القمح يغطي المساحات المحلية ويعزز الإنتاج الوطني، مع الأمل في أن يتوسع لتصدير المنتجات إلى الخارج، ويتميز المشروع باستخدام نوع قمح عضوي بنسبة 100%، وهو معتمد بشهادة عضوية محلية، مما يعكس التزامه بممارسات الزراعة المستدامة.
وتطرقت إلى أهمية المشروع في تعزيز استدامة المشاريع الزراعية في المنطقة ودعم الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن تحويل منطقة “مليحة” إلى مركز لإنتاج القمح يعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الأهداف.
يشار إلى أن إمارة الشارقة قد بدأت في مارس 2022 مشروع زراعة القمح في منطقة مليحة، على مساحات ممتدة تصل إلى 1400 هكتار، وذلك لإنتاج أكبر كمية من القمح، وتلبية احتياجات السوق، حيث تم نثر بذور المرحلة الأولى في نهاية نوفمبر 2022، وجاء حصادها بعد 4 أشهر لتنتج الشارقة واحدًا من أجود أنواع القمح في العالم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوه من أي مواد كيميائية أو أسمدة وغيرها من المواد الضارة بصحة الإنسان.
وحصل مشروع مزرعة “مليحة” للقمح على علامة الجاهزية للمستقبل التي يتم منحها للمؤسسات الاتحادية والمحلية التي تصمم وتطبق مشاريع استثنائية، حيث يهدف المشروع إلى إنتاج 15,200 طن من القمح العضوي فائق الجودة، والذي يغطي 100% من احتياجات منافذ البيع بالتجزئة بالإمارة من القمح، حيث يتم استزراعه دون استخدام أي مواد كيميائية.