ترحب “البلاد” برسائل ومساهمات القراء، وتنشر منها ما لا يتعارض مع قوانين النشر، مع الاحتفاظ بحق تنقيح الرسائل واختصارها. يرجى توجيه الرسائل إلى البريد الإلكتروني (rashed.ghayeb@albiladpress.com) متضمنة الاسم ورقم الهاتف.   طوال 43 سنة، كان رمضان بالنسبة لي حضن أمي، وجود أمي، فطور أمي، وليلة القدر مع أمي. كبرت، وتزوجت، وأنجبت الأبناء، واستمررتُ في الذهاب يوميًّا للإفطار عند أمي. لم تتذمر أو تتعذّر يومًا، بل كانت تصر على حضوري أنا وأبنائي كل يوم.   الحمد لله على كل حال، ولكن رمضان هذا العام بلا طعم بالنسبة لي. سأفتقد جلوسها على الأرض قبل أذان المغرب وهي تضرب الهريس، ونحن بجوارها نراقب، وأبي يزيل العظم من الجدر. سأفتقد وقوفها على سجادتها بجواري ونحن نصلي. سأفتقد انتظارنا لها في الصالة حتى تكمل صلاتها الطويلة، ونحن نترقب انتهاءها من الصلاة ونقول: “متى تخلص أمي؟ نريد أن نأكل!” سأفتقد وقوفها بجانب الفرن وهي تقول: “قطّعوا الخبز للثريد”، ثم تقوم هي بصب صالونة اللحم في الإناء الزجاجي.   سأفتقد صبها للقيمات بعد الفطور، وسأفتقد حملها لقرآنها بعد الفطور، وهي ترتدي عباءتها على رأسها وتقول لي: “لا تروحين البيت، بروح بيت خميس أصلي وبرجع بسرعة”.   من 28 أبريل 2024 إلى اليوم، مرّت علينا الكثير من المناسبات التي كان مرورها صعبًا جدًّا عليّ وعلى إخوتي جميعًا. لم نستطعم طعم الفرح فيها بسبب غياب الغالية على قلوبنا.   اللهم لا اعتراض على قضاء الله وقدره، والله يعيننا على شهر رمضان الذي حل علينا اليوم... فكيف سيكون؟   ريم الحلال