أكد الدكتور عبدالعزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، في تعليقه على مجريات القمة العربية الطارئة في القاهرة، أهمية الاجتماع العربي لمواجهة الطرح الأمريكي والإسرائيلي حول مسألة التهجير، محذرًا من خطورة "التهجير الاختياري" الذي قد يُطرح تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وأشار الدكتور عبدالعزيز بن صقر إلى أن هناك مخاوف جدية من العروض المقدمة من أكثر من 40 دولة لاستقبال الفلسطينيين، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوية الفلسطينية، مشددًا على أن موقف المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والدول العربية الأخرى ثابت في رفض أي محاولة لفرض تهجير الفلسطينيين، سواء كان ذلك قسريًا أو ضمنيًا تحت مظلة إنسانية. وبين ان التحديات الإسرائيلية المطروحة منذ بداية العدوان، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع جديد في غزة، يتضمن نزع سلاح القطاع بالكامل، وفرض إدارة جديدة تتعامل معها، بالإضافة إلى قضايا الأسرى والرهائن. وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أوضح الدكتور بن صقر أن هناك مرحلتين أساسيتين؛ الأولى تتعلق بتوفير حلول سريعة ومؤقتة لملايين النازحين، وهي ليست بالمهمة السهلة، أما الثانية فهي إعادة الإعمار التدريجية التي تتطلب ضمانات دولية لعدم استهدافها مستقبلاً من قبل إسرائيل. كما شدد على أن الجهة المسؤولة عن إدارة غزة مستقبلاً تظل قضية حساسة ومعقدة، سواء كانت السلطة الفلسطينية، أو إدارة مشتركة، أوحتى إشراف دولي. واكد على ضرورة إيجاد حلول شاملة وعادلة تعكس الموقف العربي الموحد، وتضمن استقرار قطاع غزة وفق رؤية تحفظ الحقوق الفلسطينية، بعيدًا عن الإملاءات الإسرائيلية أو الحلول المؤقتة التي قد تؤدي إلى مزيد من التعقيدات في المستقبل.