وقف مصب “التمر الهندي” المصنوع من النحاس الأبيض شامخا في فرشة من فرشات “سوق المقاصيص”.. ربما هو ليس من تراث المجتمع البحريني الرمضاني كما هو الحال في بعض الدول، مثل الشام والأردن وفلسطين وتركيا، لكنه يتميز بطلته الجميلة كقطعة ديكور، أو كجزء من مجموعة واحد من محبي جمع هذه المقتنيات حين يضعه مع “جولة” قديمة أو “جدر” تراثي لا يزال يحتفظ بصحته وقواه المعدنية.
المقصوص.. مفلس
وعلى الرغم من أن باعة السوق، القدامى والجدد.. من المواطنين وعمالهم، أو من الذين يعرضون بضاعتهم بين حين وحين من البحرينيين، عانوا على مدى السنوات الأربع الماضية من التنقل من موقع إلى آخر، إلا أن موقعهم الحالي في مدينة عيسى محاذيًا للسوق الشعبي، هو ملاذهم الآن، ولهذا كانت كاميرا “البلاد” في جولتها صباح السبت 8 مارس 2025 ترصد الإقبال من جانب عشاق السوق لاسيما من محبي المقتنيات القديمة، يتنقلون من فرشة إلى أخرى، والفرشات كذلك لم تخل مما اعتادت عليه من بضائع بين القديمة والجديدة، فهذه السوق التراثية لها رونقها الخاص في أيام شهر رمضان المبارك، منذ فترة الخمسينات على تقاطع شارعي صعصعة والشيخ عبدالله، ويقال إن سبب تسميتها بالمقاصيص (جمع مقصوص)، إشارة إلى المفلسين الذين يبيعون فيهم مقتنياتهم كالساعات والأجهزة بل وحتى الملابس والأثاث من أجل الحصول على المال لتغطية متطلبات شؤون حياتهم، لكن الحال تغير، فليس “المقصوص” فقط هو من يبيع حاجياته، فهناك بضائع يشتريها باعة بربع أو نصف السعر؛ ليبيعوها بربح مناسب.
تلحق ما تلحق
وقت الضحى، كان الإقبال كبيرًا من مختلف الأعمار، لكن بُعيد صلاة الظهر، توافد الكثير من الناس أيضًا، وفي الوقت ذاته كان بعض الباعة ينزلون المزيد من البضائع مع تنويع العبارات الترويجية حين ينادي المنادي: ”وصل الجديد.. شيل يبه شيل”، فيما آخر يصر على الإعلان عن “آخر حبة من السيكل الجميل.. يا تلحق يا ما تلحق”، وهذا الطفل المحتار في شراء دراجة هوائية يخبر والده: ”أي واحد آخذ.. واجد سيكلات”! إلا أن الصور، تكفي لنعيش لحظات ممتعة مع “المقاصيص”.