صناعة السيوف بالمملكة أصالة تمتد عبر الأجيال
تصنيع نصول من مزيج معقد يضم 8 أنواع من المعادن
بعض السيوف البحرينية تعتبر تحفًا فنية لا تُقدّر بثمن
على مر العصور ظل السيف أكثر من مجرد أداة قتال، فقد أصبح رمزًا للعزة والمجد، يحكي قصص الفرسان والأمم، ويعكس هوية الشعوب وإرثها العريق، وفي قلب البحرين، حيث يتناغم التاريخ مع الحاضر، تتجلى صناعة السيوف والخناجر البحرينية كحرفة أصيلة تمتد جذورها إلى مئات السنين، حاملة في طياتها عبق الماضي وألق الحاضر.
ما تزال عائلة الصايغ تحمل راية هذا الإرث الثمين، محافظين على تقاليده بروح الوفاء والعراقة، وتظل التوجيهات الملكية السامية بمثابة الدرع الحامي لهذه الحرفة النبيلة؛ إذ يولي ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اهتمامًا خاصًا بصناعة السيوف والخناجر؛ كونها جزءًا لا يتجزأ من هوية البحرين وتراثها العريق.
إنه ليس مجرد حديد يُصاغ بل تاريخ يُنقش، وأمجاد تُروى، وسيف يبقى شاهدًا على الحاضر والمستقبل، تمامًا كما كان في صفحات الماضي.
وفي هذا الصدد، قال وريث مهنة صناعة السيوف والخناجر البحرينية أحمد الصايغ، إن ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، هو الداعم الأول للحفاظ على مهنة صناعة السيوف والخناجر البحرينية، إذ ستكون توجيهات جلالة الملك المعظم أمانة للحفاظ على هذه المهنة.
وأكد حرص عائلة الصايغ على تمثيل مملكة البحرين كسفراء لمهنة صناعة السيوف.
توجيهات ملكية
وذكر الصايغ في لقاء مع “البلاد”، أن التوجيهات الملكية السامية تؤكد حرص جلالة الملك المعظم للحفاظ على المهن الحرفية القديمة، وفي مقدمتها صناعة السيوف والخناجر، عادًّا اللقاء مع جلالة الملك المعظم شرفًا كبيرًا له، وله أثر عميق في قلوب أبناء عائلة الصايغ. وفي اللقاء، تم التطرق إلى تاريخ صناعة السيوف.
الحفاظ على السيف
وبيّن أن معظم أفراد عائلة الصايغ ورثوا مهنة صناعة السيوف والخناجر أبًا عن جد منذ أكثر من 350 سنة، عندما كانوا في الزبارة، إذ حافظت العائلة على كل تفاصيل صناعة السيف منذ ذلك الوقت حتى اليوم، دون تغيير في قطع تصنيعه، كما تم الحفاظ على تراث وهوية صناعة السيوف كما كانت منذ مئات السنين.
وأكد في الوقت ذاته، أن التوجيهات الملكية السامية تشدد على ضرورة الحفاظ على تاريخ السيف البحريني، الذي يتميز بالعراقة والتاريخ، تمامًا كما تميزت المملكة في إنتاج اللؤلؤ ذي القيمة الثمينة.
هوية بحرينية
وتابع الصايغ: إن السيف البحريني يعكس تاريخ ومكانة المملكة وهويتها؛ لأن السيوف تعد رمزًا للحضارة والهوية والمبادئ النبيلة للسلام، كما يُعد السيف بمثابة التاج الملكي.
وأكد حرص عائلة الصايغ في الاهتمام والحفاظ على مهنة صناعة السيوف العريقة وموروثها، الذي انتقل إلى البحرين من الزبارة، إذ تُعد صناعة السيوف البحرينية اليوم الأبرز على مستوى منطقة الخليج العربي من حيث التاريخ.
ازدهار المهنة
وأوضح الصايغ أن صناعة السيوف ازدهرت على يد أوائل المؤسسين من حكام آل خليفة الكرام في منطقة الزبارة، وظلت رعاية الأسرة الحاكمة مستمرة حتى يومنا هذا في الحفاظ على صناعة السيوف والخناجر و “الشبريات” (سكاكين أو خناجر صغيرة). وأشار إلى أن القيمة الفنية العالية للسيوف البحرينية تتمثل في تصنيع النصول من مزيج معقد يضم 8 أنواع من المعادن؛ لضمان الصلابة والمرونة، كما أن بعض السيوف تُزين بالنقوش النباتية الدقيقة والآيات القرآنية؛ ما يجعلها تحفًا فنية لا تُقدر بثمن. واختتم الصايغ حديثه بالقول “نحن نعتز بثقة جلالة الملك المعظم، ونلتزم بالمحافظة على هذا التراث الثمين ونقله إلى الأجيال المقبلة بنفس الجودة والأصالة”.