نحتفل بالقرقاعون في البحرين مع الدول الخليجية والمجاورة، مع اختلاف التسميات، من 13 إلى 15 من شهر رمضان. وفي هذا اليوم، ترتدي الفتيات أفضل أنواع الفساتين الملونة التقليدية والمخاوير، بينما يرتدي الأولاد أفضل ملابسهم، وبالطبع مع الثوب التقليدي. يذهبون من باب إلى باب يطلبون الحلويات من جيرانهم مع الغناء والاحتفال وتناول وجبة سريعة من الأكلات الشعبية البحرينية وغيرها.   يرجع أصل هذا الحدث إلى ولادة حفيد النبي محمد (ص)، الإمام الحسن بن علي، عندما وزعت السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي، مكعبات السكر الملونة للناس احتفالًا بطفلها المولود في 15 رمضان. في العصر الحديث، يمنح الحدث عمالقة الشركات، من محلات السوبر ماركت إلى شركات الاتصالات والبرادات ومحلات الزينة والطعام وحتى المكتبات، فرصة لزيادة الأرباح.  مع تغير الزمن، تتطوّر التقاليد بشكل طبيعي، ولكن من المهم نقل أهمية هذا اليوم إلى الأجيال الشابة من المسلمين. في السابق كان القرقاعون يتكون من الحلويات والتمر والمكسرات المجففة مع بعض المبالغ المعدنية البسيطة، وهو تقليد عميق الجذور في الثقافة البحرينية. وتحرص كل عائلة بحرينية على أن يكون أطفالها جزءًا من هذا الاحتفال الكبير. نشاهد البنات يتألقن بملابسهن البراقة، والشباب يحملون الطبول والحقائب المزينة ويتجولون في المنازل في حيهم، أو في المناطق الشعبية بالقرى والمدن، يطلبون البركة والمكسرات، وهم يرددون الكلمات الطيبة.  تحظى احتفالات القرقاعون بشعبية كبيرة لدرجة أن معظم مراكز التسوق والعديد من الشركات قد أدرجتها في تقويم الأحداث الخاص بها التي لا ينبغي تفويتها. لقد أثبتت جوانب الكرنفال والهتافات التقليدية والملابس الجميلة والروح الرحيمة أنها جاذبة قوية للجمهور ومصدرًا للمتعة الرائعة للجميع. تمامًا كما ترتبط المجالس ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان للبالغين، يُعد القرقاعون جزءًا لا يتجزأ من الشهر الفضيل للأطفال في البحرين. ويجلب هذا الاحتفال الفرح لسوق المحرق وسوق المنامة، وإلى جانب الأطفال، يرتدي الناس ملابس تقليدية وهم يوزعون الحلويات.  كلمة “قرقاعون” لها معنيان: “طرق الباب” أو “خليط من الحلويات والمكسرات”. يشير المصطلح إلى توزيع الحلويات ولكنه يستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى الاحتفال نفسه. يتم الاحتفال بهذا التقليد أيضًا في أجزاء مختلفة من العالم العربي مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق والمملكة العربية السعودية، ويعرف بأسماء أخرى. على سبيل المثال، يعرف باسم “حق الليلة” في الإمارات، ويطلق عليها في قطر “قرنقعو”، وفي الكويت “قرقيعان”، وهكذا. يعرّف هذا الاحتفال العميق الأطفال بجذورهم التقليدية ويقربهم من بعضهم البعض، ويكرم تكاتفهم، وهي إحدى القيم الحقيقية لشهر رمضان، وهي الوحدة.