أكدت استشاري أول في أمراض الباطنية وأمراض الروماتيزم رئيس قسم الروماتيزم في مجمع السلمانية الطبي د. سعدية ناجي، أن الصيام قد يساعد في تقليل الالتهابات وتحسين بعض أعراض أمراض المناعة الذاتية؛ بسبب انخفاض استهلاك السعرات الحرارية وتأثيره على الجهاز المناعي. وأوضحت أن للصيام انعكاسات إيجابية على مرض الروماتيزم، خصوصا الروماتويد والتهاب المفاصل، إذ إنه يؤدي إلى تحسن أعراض التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي. وأضافت أنه تبين من بحث جديد عن الصيام أنه أدى إلى خفض مستوى البروتين SWAP70 المرتبط بالإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهذا يفسر التأثير الإيجابي للصيام على المفاصل. وفي المقابل، قالت إنه قد تكون هناك مخاطر محتملة، حيث يمكن أن يؤدي الجفاف ونقص بعض العناصر الغذائية إلى تفاقم آلام المفاصل والتهاباتها، خصوصا في الطقس الحار. ونصحت مرضى الروماتيزم بعدم الصيام إذا كان المرض في حالة نشطة مع أعراض شديدة، وإذا كانت الأدوية ضرورية في أوقات محددة أثناء النهار، وإذا كان الصيام يسبب تفاقم الألم أو التعب الشديد. والقرار يعتمد على حالة المريض الفردية، لذلك يُفضل استشارة الطبيب المعالج لتحديد ما إذا كان الصيام آمنًا أم لا. وأما مرضى الذئبة الحمراء ممن لديهم قصور في وظائف الكلى، فتدعوهم إلى عدم الصيام إلا بعد التأكد من استقرار حالتهم مع الطبيب المختص. وبخصوص توصياتها لمن يستخدم الأدوية البيولوجية أو الأدوية المضادة للالتهاب، فأشارت إلى أن أنواعها تختلف، فمنها ما يؤخذ تحت الجلد كل أسبوع أو شهريا، وفي الغالب هي آمنة مع الصيام، أما الإبر التي تؤخذ عن طريق الوريد مثل Cyclophosphamide و infliximab و Rituximab فيفضل عدم الصيام عند أخذها، وحبوب الميتوتركسات methotrexate يمكن أخذها بعد الفطور أو بعد السحور بعد أخذ الأدوية المعدة لتقليل الغثيان . ولفتت إلى أن صوم المصابين بأمراض الروماتيزم يعتمد على نوع المرض وشدته والأدوية التي يستعملونها. وأما عن نصائحها لمرضى الروماتيزم في شهر رمضان، فأكدت ضرورة شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور، وتناول وجبات متوازنة غنية بالبروتينات، والفيتامينات، وأحماض أوميغا 3 الدهنية (مثل السمك وزيت الزيتون) لتقليل الالتهابات، وتجنب الأطعمة المالحة والمقلية التي قد تزيد من احتباس السوائل والالتهابات، مع ممارسة تمارين خفيفة للحفاظ على مرونة المفاصل، واستشارة الطبيب قبل الصيام، خصوصًا إذا كان المرض نشطًا أو يتطلب أدوية مهمة أثناء النهار. وشددت على أنه من الضروري أيضا الالتزام بالأدوية حسب إرشادات الطبيب المختص، وممارسة الرياضة التي تناسب حالة المريض خصوصا رياضة المشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا، ويفضل في الفترة المسائية حتى لا يشعر المريض بالتعب.