قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى بمعاقبة وافدين آسيويين بالسجن لمدة 5 سنوات وتغريم كلاً منهما مبلغ 3 آلاف دينار، وذلك نظير قيامهما بتهريب المواد المخدرة إلى داخل البلاد عبر طرد بريدي من أجل الاتجار، كما أمرت المحكمة بمصادرة المضبوطات وإبعادهما النهائي عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة. وتشير تفاصيل الواقعة إلى أنه أثناء ما كان ضابط الجمارك بمطار البحرين الدولي على واجب عمله اشتبه بطرد بريدي قادم من إحدى الدول الآسيوية، حيث إنه ولدى تمريره عبر جهاز الأشعة تبين أن بداخله فرن طبخ، ولكن يوجد شيء غريب به يشتبه بأنها مواد ممنوعة، فما كان من ضابط الجمارك إلا أن تحفَّظ على الطرد. وبعد أيام حضر صاحب الطرد للمطار لاستلام الطرد، وبسؤال رجال الأمن له عن محتوى الطرد قرر لهم بأنه فرن للطبخ، وعند فتحه تبين أنه تنور طبخ معدني محكم القفل محشو بالمواد المخدرة، ويبلغ إجمالي وزنها 1.100 كيلوجرام. وباستجواب مستلم الطرد حول المضبوطات، أفاد بأنه لا علم له بمحتوى الطرد وإنما جاء فقط لاستلامه لصالح صديقه مقابل حصوله على مبلغ 50 دينارًا، وعليه تم التحفظ على مستلم الطرد وإبلاغ إدارة مكافحة المخدرات عن الواقعة، والتي حضرت وألقت القبض عليه. وباستجواب مستلم الطرد لدى إدارة مكافحة المخدرات، أفاد بأنه يعمل في مكتب لتخليص المعاملات وأنه على علاقة بشخص آسيوي الجنسية يعمل خبازًا في بلده، حيث استغل الأخير هذه العلاقة ومرر الطرد البريدي باسمه دون علمه بمحتواه. وبناءً على ذلك، تم الترتيب مع المتهم للتواصل مع صديقه الآسيوي المتواجد في الخارج لترتيب عملية استلام الطرد، حيث اتصل مستلم الطرد بصديقه الذي أخبره بوجود شخص آخر في البحرين سيتولى عملية استلام الشحنة، فتم التنسيق لعمل كمين للقبض عليه وتعيين فريق لضبط المتهم ورصد تحركاته. وفي الوقت المتفق عليه، شوهد المتهم وهو يستقل مركبته وبرفقته شخص آخر، حيث ترجل أحدهم واستلم الطرد ووضعه في السيارة ثم غادر الموقع، حيث تابع فريق الضبط مسار سير المركبة حتى وصلت إلى منطقة أخرى، إذ ترجل الشخص ذاته الذي استلم الطرد، وعليه تم إلقاء القبض عليهما، حيث تبين أن السائق مستلم الطرد لا علاقة له بالواقعة، بينما تم التحفظ على المتهم. وبتفتيش المتهم عثر بحوزته لفافة تحتوي على مواد مخدرة، فضلًا عن مبالغ مالية يُعتقد بأنها حصيلة بيعه للمواد المخدرة، حيث إنه ولدى الانتقال إلى مقر سكنه لتفتيشه، أبصروا وجود شخص بحالة غير طبيعية يُعتقد بأنه نتيجة تعاطيه المواد المخدرة، وتم القبض عليه، كما أنه ولدى تفتيشه تمكنوا من العثور على 17 لفافة مخدرة بجيب بنطاله، فضلًا عن أنه ولدى تفتيش المنزل عثروا على الأدوات المستخدمة في الاتجار بالمواد المخدرة. وبتكثيف التحريات، تبين أن الواقعة تتمثل في شبكة منظمة تعمل على استيراد المواد المخدرة للبلاد بقصد الاتجار والترويج، يترأسها شخص آسيوي في الخارج، وأن المتهمين هما المروجان الرئيسان في الشبكة، ويقومان باستلام المواد المخدرة المهربة ويجهزانها للبيع ثم يروجانهما مستخدمين أسلوب البريد الميت مقابل حصولهم على مبالغ مالية. كما دلت التحريات على أن مستلم الطرد كان حسن النية وقد تم استغلاله من قبل رئيس الشبكة دون علمه، كونه مخلص معاملات، وأن هذا جزء من عمله حيث يقوم بتسليمها للأشخاص دون فتحها أو التأكد من محتواها.