لا يزال شهر رمضان، بأجوائه الروحانية المميزة، يحتفظ بمكانته في تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال الألعاب الشعبية التي تجمع العائلات والأصدقاء في لحظات من التسلية والتواصل. ففي ليالي رمضان، كانت الألعاب التقليدية من أبرز الأنشطة التي تسهم في بناء علاقات وطيدة بين الأفراد، حيث تحوّل هذه اللحظات إلى فرص للتفاعل، مما يعزز من الشعور بالمنافسة الودية والمودة.
في الماضي، كان شهر رمضان يتميز بكثافة التجمعات العائلية، حتى لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن أسرهم. كانت اللقاءات العائلية هي العنصر الأساسي، حيث نلتقي ونقضي أيام رمضان معًا، وهو ما جعل من الألعاب جزءًا محوريًا في الحياة الاجتماعية لشهر رمضان، حيث كانت الألعاب تقرّب بين الأجيال وتحافظ على التقاليد الثقافية المتأصلة.
من بين الألعاب التي تجمع الكبار والصغار، برزت لعبة "الكيرم" كأحد أهم الأنشطة التي تُعزز التفكير الاستراتيجي والمهارة. وعلى لوح خشبي، يتنافس اللاعبون في إرسال أقراص ملونة إلى جيوب الزوايا باستخدام نقرات الأصابع، الأمر الذي يتطلب دقة وتركيزًا شديدين.
كما كانت ألعاب مثل "الدومينو" من الوسائل الترفيهية المحبوبة التي شجعت على التفكير الإستراتيجي، مما ساعد في تنمية روح المنافسة، وأثرت بشكل كبير في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد في الأحياء، وتوطيد العلاقات بين الجيران والأصدقاء. ورغم الانغماس الكبير في السوشال ميديا والألعاب الإلكترونية، لا يزال هناك من يقدّر جمال هذه الأنشطة التقليدية التي لا تُنسى.