تُعد مجالس العيد في مملكة البحرين من أهم العادات والتقاليد الاجتماعية التي تجسد روح الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، فهي ليست مجرد تجمعات عائلية، بل هي مناسبة لتبادل التهاني والتبريكات، وتقوية الروابط الاجتماعية، وإحياء قيم الكرم والضيافة التي يتميز بها الشعب البحريني.
مجالس العيد تحتضن اللقاءات التي تُقام في منازل الوجهاء، وكبار العائلات، والمسؤولين، وأعيان المجتمع، والعديد من المواطنين في أيام عيد الفطر السعيد، حيث تستقبل هذه المجالس الجميع دون استثناء، رجالًا، صغارًا وكبارًا، حيث يتبادل الجميع التهاني والتبريكات في أجواء يسودها الود والتسامح.
طقوس المجالس
تبدأ طقوس يوم العيد في البحرين بصلاة العيد التي يحرص الجميع على حضورها، ثم يتوجهون إلى المجالس المفتوحة للمعايدة، وتتميز هذه المجالس بتقديم القهوة العربية والتمور والحلويات الشعبية أو بعض المأكولات المعروفة مثل “الهريس” و “الخنفروش” و “اللقيمات”، كما تُعد المأكولات البحرينية التقليدية جزءًا أساسيًا من الضيافة.
وتلعب المجالس دورًا بارزًا في تعزيز الروابط بين العائلات والجيران وأفراد المجتمع كافة، إذ تُعد مناسبة العيد فرصة لتصفية القلوب وتبادل التهاني وفتح صفحة جديدة من المحبة والتسامح، كما أنها فرصة لتلاقي الأجيال، حيث يجلس الكبار والصغار معًا يتبادلون الأحاديث والقصص والمواقف.
تطور المجالس
على الرغم من التطورات التي شهدها المجتمع البحريني، إلا أن مجالس العيد ما زالت تحتفظ بأصالتها، مع إدخال بعض التحديثات مثل تنظيم المجالس بطريقة أكثر انتظامًا، واستخدام الدعوات الإلكترونية، إلى جانب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التهاني وتوثيق الأجواء عبر التطبيقات الرقمية.
تبقى مجالس العيد في البحرين علامة فارقة في الحياة الاجتماعية، وتعكس أصالة الشعب البحريني وكرم ضيافته وحرصه على إحياء التراث والمحافظة على القيم الاجتماعية المتوارثة جيلا بعد جيل.