تشهد محال بيع الحلوى البحرينية إقبالًا كثيفًا في عيد الفطر، إذ تعدّ هذه الحلوى رمزًا للضيافة والموروث الشعبي في البحرين، إذ تتميز الحلوى بمكوناتها الفريدة، مثل النشا، والزعفران، وماء الورد؛ ما يمنحها قوامًا هلاميًا ومذاقًا غنيًا، وفي العيد، يحرص الأهالي على شرائها لتقديمها للضيوف أو إرسالها كهدايا؛ ما يعزز التلاحم الاجتماعي ويضفي نكهة من السعادة في قلوب عشاقها.
ويشير أصحاب المحال في المنامة إلى أن الطلب يرتفع بنسبة 50 % في العيد مقارنة بالأيام العادية، خصوصا على الأنواع الممزوجة بالمكسرات.
وتبقى الحلوى البحرينية جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد، محافظة على مكانتها في قلوب البحرينيين وزوار المملكة، وكل قطعة حلوى على سفرة العيد تحمل حكاية، لكنها ليست مجرد حكاية طعم، وإنما خلفها رحلة تبدأ من أزقة الأسواق الشعبية، مرورًا بأيدي الباعة المهرة، وصولًا إلى ضحكات العائلة حول الطاولة.
وتبدأ الرحلة من السوق، حيث تتنافس الألوان والروائح في جذب المارة، وتكون الحلوى مرتبة بعناية خلف الزجاج، وكأنها تقول “اخترني، سأجعل عيدك أكثر حلاوة”، فالتجار يعرفون أن العيد لا يكتمل دون هذه الحلوى، فيقدمونها بابتسامة وكأنهم يقدمون الفرح نفسه. وعندما تُحمل أكياس الحلوى من السوق إلى البيت، لا تكون مجرد مشتريات، ففي كل خطوة، تنتشر الرائحة في السيارة، ويبدأ الأطفال في التفاوض “هل يمكننا تذوق واحدة قبل العيد؟” لكن الأم تبتسم وتقول بلطف حازم: “العيد له طقوسه، انتظروا”. وأخيرًا، تصل الحلوى إلى مكانها المفضل سفرة العيد، تُرتب بعناية بين الفواكه والمكسرات، لتصبح أكثر من مجرد طعام، إذ إنها رسالة ضيافة، وعلامة على الفرح، وذكرى متجددة تعود كل عيد وحين تتجمع العائلة ويتناول الجميع الحلوى، تشعر كأن الرحلة وصلت إلى نهايتها السعيدة.
وفي الحقيقة، الحلوى ليست فقط خليطًا من السكر، وإنما رحلة كاملة من السوق إلى السفرة، مرورًا بذكريات الطفولة وأصوات السوق وروائح الأزقة، إنها قصة صغيرة تتكرر كل عيد، لكنها لا تفقد بريقها أبدًا، تمامًا مثل العيد نفسه.