ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويُعد من أبرز الأسباب الرئيسة المساهمة في الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة كالسكتات الدماغية، وفشل القلب، وأمراض الكلى.  وعلى الرغم من عدم ظهور أعراض واضحة لهذا المرض في مراحل مبكرة، إلا أن تأثيره يمكن أن يكون شديدا على المدى الطويل. في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن ارتفاع ضغط الدم، من الأسباب إلى الأعراض والعلاج، مع المدير الطبي بمستشفى الهلال – فرع سلماباد د. بشرى آل شرف. ما هو ضغط الدم المرتفع؟ ضغط الدم المرتفع هو حالة طبية تحدث عندما تزيد قوة دفع الدم على جدران الشرايين بشكل غير طبيعي، وهذه الزيادة في الضغط تؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الأوعية الدموية، الأمر الذي يُسبب ضغطا إضافيا على القلب، فيؤدي إلى تضخم عضلة القلب وإرهاقها.   كيف يمكن قياس ضغط الدم، وما أنواعه؟ يتم قياس ضغط الدم بوحدات المليمتر الزئبقي، ويعد قياس 120/‏80 مم زئبق هو المعدل الطبيعي، ولضغط الدم أنواع، فهناك الارتفاع الطفيف، في هذه الحالة يكون قياس ضغط الدم 129/‏80 مم زئبقي، والمرحلة الأولى منه عندما يكون الضغط الانبساطي ما بين 130 و139 مم زئبقي، والضغط الانقباضي ما بين 80 و89 مم زئبقي، أما المرحلة الثانية فهي عندما يتجاوز قياس ضغط الدم 140/‏90 مم زئبقي، وهناك نوع فرط ضغط الدم الطارئ، وهذا النوع يكون عندما يصل الضغط إلى 180/‏120 مم زئبقي أو أكثر، مما يتطلب تدخل طبي عاجل. أما فيما يتعلق بالأسباب المؤدية لارتفاع ضغط الدم، أوضحت د. بشرى آل شرف أن الأسباب تنقسم إلى نوعين الأول، ارتفاع ضغط الدم الأساسي الذي ليس له سبب واضح، ويعتبر الأكثر شيوعا، أما النوع الثاني فهو ارتفاع ضغط الدم الثانوي ويحدث نتيجة لأسباب أخرى كالأورام في الغدة الكظرية، واضطرابات الغدة الدرقية، واستخدام حبوب منع الحمل، أو عيوب خلقية في القلب. ما أعراض ارتفاع ضغط الدم؟ في كثير من الأحيان، قد لا تظهر أعراض واضحة على المصاب بارتفاع ضغط الدم في مراحله الأولى، ومع ذلك، يمكن أن تتضمن الأعراض الشائعة صداعا شديدا، وألما في منطقة الصدر، ونزيف الأنف، ضيقا في التنفس، ومشكلات في الرؤية. وفي السياق ذاته، أكدت د. بشرى آل شرف أنه إذا لم يتم التعامل مع ارتفاع ضغط الدم بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، كتمدد الأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وفشل القلب، والفشل الكلوي، والذبحة الصدرية، وفقدان البصر.   ما العلاج الأفضل لارتفاع ضغط الدم؟ ترى د. بشرى آل شرف أن هذا النوع من المرض ينقسم فيه العلاج لنوعين، العلاج غير الدوائي ويتضمن إنقاص الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي مع تقليل الملح والصوديوم، والحد من شرب الكحول والتدخين، والحصول على نوم كافٍ، وتقليل التوتر والضغوط النفسية، وهناك العلاج الدوائي، ففي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام أدوية خافضة للضغط، يتم وصفها من قبل الطبيب المختص بناءً على حالة المريض وأسباب ارتفاع ضغط الدم.   وفي ختام حديثها، نصحت المدير الطبي بمستشفى الهلال – فرع سلماباد د. بشرى آل شرف جميع الأفراد الحريصين على صحة القلب، بمراعاة والتأكد دائما من مراقبة ضغط الدم بانتظام، والحرص على الوقاية من المشكلات الصحية الأخرى، كما يجب الحرص التام على التحكم في مستويات السكر، والكوليسترول عبر ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، فضلا عن الابتعاد التام عن التوتر، والإقلاع عن التدخين.