إفريقيا هي أرض تتمتع بالكثير من الإمكانات والفرص التي أسهمت في ظهور النمو الاقتصادي في مختلف أنحاء القارة. ومع ذلك، هناك مدينتان تتمتعان بمكانة خاصة باعتبارهما من أغنى مدن القارة، وإذا استمرت هذه المدن في التطور، فما الذي يمنعهما من أن تصبحا من أغنى المدن في العالم؟ تعد عاصمة جنوب إفريقيا، كيب تاون، والعاصمة الكينية، نيروبي، من بين أغنى خمس مدن في إفريقيا. وفقًا لتقرير الثروة الإفريقية لعام 2024 الصادر عن Henley & Partners، فإن المدينتين تتمتعان بـ 11,800 مليونير. والأكثر إثارة للاهتمام، أشارت الشركة إلى أن هاتين المدينتين تستحقان المتابعة بسبب “إمكانات نمو الثروة القوية”. هناك العديد من الأسباب التي تساهم في تصاعد النجاحات للمدينتين الإفريقيتين. تفتخر كيب تاون بوجود 7,400 مليونير من أصحاب الملايين وملياردير واحد، وهي تعد وجهة سياحية شهيرة للأثرياء للغاية. المدينة أيضًا تعد الأكثر ريادة في جنوب إفريقيا، وهذا ليس مفاجئًا عندما ننظر إلى عدد الأشخاص ذوي الثروات الضخمة. وفقًا لموقع thisiscapetown.com، فإن المدينة تعتبر “البوابة” إلى إفريقيا، وتوفر “قائمة طويلة من الفرص” في مختلف القطاعات. في أقل من تسع سنوات، اجتذبت كيب تاون أكثر من 5.8 مليار جنيه إسترليني من الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يسلط الضوء على الاهتمام المتزايد من الشركات في جميع أنحاء العالم. وقال أندرو أمولز، رئيس قسم الأبحاث في نيو وورلد ويلث: “كيب تاون في طريقها لتجاوز جوهانسبرغ لتصبح أغنى مدينة في إفريقيا بحلول العام 2030”. وأشار أيضًا إلى أنه من المتوقع أن تشهد المدينة “نموًا بنسبة 85 % في عدد المليونيرات خلال السنوات العشر المقبلة”. لكنها ليست المدينة الوحيدة التي يتوقع الخبير أن تشهد ارتفاعًا سريعًا. يشهد عدد المليونيرات في نيروبي نموًا سريعًا، ويشكل بالفعل ما يقرب من نصف إجمالي ثروة كينيا. المدينة هي مركز مالي رئيس في إفريقيا، وهي موطن لبورصة نيروبي للأوراق المالية (NSE)، التي تعد واحدة من أكبر البورصات في إفريقيا. كما يوجد العديد من الشركات العالمية التي تتخذ من المدينة مقرًا إقليميًا لها، مثل IBM Services و Google و Coca-Cola. تعد عاصمة كينيا أيضًا موطنًا لبعض الأحياء الفاخرة والأكثر رسوخًا في إفريقيا، ومن أبرزها حي “أبر هيل”. شهدت المنطقة، التي تتميز بناطحات السحاب والتصاميم المعمارية المرموقة، زيادة كبيرة في البناء في السنوات الأخيرة، ما جعل العديد من الشركات الكبرى تفتتح فروعًا لها هناك. من الواضح أن النمو والتنمية في كل من كيب تاون ونيروبي عبر قطاعات متعددة يمهد الطريق ليس فقط لتحسين حياة سكانها، بل أيضًا لوضع المدينتين على الخريطة كمدينتين ستصلان إلى آفاق جديدة.