انضمت البحرين الشهر الماضي إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية الناتجة عن الوساطة، لتصبح الدولة السادسة عشرة التي تنضم إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية الناتجة عن الوساطة، والمعروفة أيضًا باسم “اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة”. وقد تم تنفيذ انضمام البحرين في 17 فبراير 2025، وستدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بالنسبة للبحرين في 17 أغسطس 2025. تسهم اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة في تسهيل التجارة الدولية وتعزز الوساطة كوسيلة بديلة وفعالة لحل النزاعات التجارية، من خلال توفير إطار قانوني موحد يتيح الاحتجاج باتفاقات التسوية الدولية الناتجة عن الوساطة وإنفاذها. الاتفاقية مفتوحة للتوقيع والتصديق والقبول والموافقة أو الانضمام من قبل الدول والمنظمات الإقليمية للتكامل الاقتصادي. وقد وقع سبع وخمسون دولة على الاتفاقية منذ فتح باب التوقيع عليها في 7 أغسطس 2019.   يحمل هذا التطور دلالة كبيرة على عدة أصعدة، يمكن إلقاء مزيد من الضوء على هذا الانضمام وأهميته في التالي:  تعزيز دور البحرين في التجارة الدولية: البحرين، من خلال انضمامها إلى هذه الاتفاقية، تعزز مكانتها كمركز مالي وتجاري في المنطقة، حيث إن الاتفاقية تساهم في تسهيل وتسريع تسوية النزاعات التجارية بين الدول والشركات. قد يجذب هذا الانضمام مزيدًا من الاستثمارات الأجنبية، حيث إن الشركات والمستثمرين يفضلون العمل في بيئة قانونية مستقرة ومحفزة على تسوية النزاعات بطرق مرنة وغير مكلفة مثل الوساطة. تسهيل تسوية النزاعات التجارية: اتفاقية سنغافورة تهدف إلى توفير إطار قانوني موحد يسهل الاعتراف باتفاقات التسوية الناتجة عن الوساطة، مما يسهم في تبسيط إجراءات حل النزاعات وتسهيل تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الأطراف. البحرين الآن تتيح لشركاتها ومواطنيها استخدام هذا الإطار القانوني العالمي لحل النزاعات التجارية الدولية بطريقة أسرع وأكثر فعالية. تعزيز الوساطة كأداة بديلة لحل النزاعات: انضمام البحرين يعكس دعمها للوساطة كوسيلة قانونية بديلة لحل النزاعات بدلًا من الطرق التقليدية مثل القضاء. الوساطة هي عملية أكثر مرونة وأقل تكلفة، وتساعد في تقليل الوقت المستغرق لحل النزاعات. هذا سيشجع الأطراف المختلفة على اللجوء إلى الوساطة بدلاً من الإجراءات القضائية التي قد تكون أطول وأعلى تكلفة. أهمية الانضمام في السياق الإقليمي والدولي: البحرين هي الدولة السادسة عشرة التي تنضم إلى الاتفاقية، مما يعكس دورها النشط في المجتمع الدولي في تعزيز بيئة قانونية مناسبة للتجارة العالمية. الانضمام يساهم في تعزيز التكامل الاقتصادي في منطقة الخليج والعالم، ويعكس التزام البحرين بالمعايير الدولية في حل النزاعات التجارية. تاريخ الاتفاقية: تم فتح الاتفاقية للتوقيع في أغسطس 2019، ومنذ ذلك الوقت وقعت عليها 57 دولة، مما يبرز تزايد اهتمام الدول بالوساطة كوسيلة فعالة لحل النزاعات التجارية الدولية. البحرين الآن في الصفوف الأمامية لهذا التوجه العالمي، مما يعزز مكانتها كداعم للحوكمة القانونية الفعالة. ما يعنيه ذلك بشكل عام: للشركات البحرينية: ستتمتع الشركات البحرينية بإمكانية الوصول إلى آلية تسوية نزاعات تجارية مرنة وسريعة مع شركائها التجاريين في جميع أنحاء العالم. للشركاء التجاريين الدوليين: سيكون لديهم ثقة أكبر في التفاعل مع البحرين، حيث يضمن لهم النظام الدولي المدعوم من الأمم المتحدة لحل النزاعات. للمنطقة: يعزز انضمام البحرين مكانتها كمركز اقتصادي موثوق ومربح في المنطقة. في النهاية، يعكس انضمام البحرين إلى هذه الاتفاقية التزامها بتطوير بيئة قانونية تعزز من النمو الاقتصادي، وتوفر حلولًا مبتكرة وفعالة لحل النزاعات التجارية الدولية.