حاورته: نصيرة سيد علي
كشف مستشار بوحدة النشر بالشركة الوطنية للإتصال والنشهر الإشهار حسان غرّاب في لقاء مقتضب خص به يومية ” الحوار” عن مضامين الكتب الجديدة التي استعرضتها المؤسسة في جناحها بالمعرض الجزائر الدولي لكتاب في طبعته الـ 27، ” سيلا 2024″، موضحا الأسباب الحقيقية التي جعلت العديد من الأقلام المعروفة على الساحة الثقافية والفكرية، وكذا تهافت أقلام جديدة والتعامل مع وحدة النشر بهذه الهيئة ترجع إلى جملة من الخصائص، وإلى طبيعة التعامل مع صاحب العمل المقدم، كما تحدث ضيف ” الحوار” إلى العديد من المسائل التي تخص عالم الكتاب والنشر في الجزائر….
هلاّ حدثتنا حول أهم العناوين التي شاركت بها الشركة الوطنية للإتصال والاشهار في معرض الجزائر الدولي للكتاب 2024 ؟
شاركت الشركة الوطنية للإتصال والنشر الاشهار في معرض ” سيلا” 2024 إلى جانب كتب والإصدارات ذات قيمة فكرية عالية المستوى في جميع التخصصات والمواصيع التي يحتاجها المتلقي، هناك كتابين جديدين يعرضان لأول مرة في هذا الحدث الثقافي والفكري الدولي، ويتعلق الأمر بمنشوراتنا الجديدة، وهما : كتاب بعنوان” des premiers crimes coloniaux entre 1830 et 1847 ” لصاحبته الدكتور كريمة أيت دحمان، وهو كتاب ذو مضمون تاريخي، إلى جانب كتاب لياسمينة سلام بعنوان ” Le Couscous Racines et Couleurs d’Algérie “وهذين الإصدارين من إنتاج 2024، وهناك طلبات كثيرة على منشوراتنا خلل هذا المعرض.
ما تقييمك لمستوى رواد جناح” ANEP” خلال أيام هذا المعرض؟
عرف جناح الشركة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار ” ANEP” توافد عدد كبير من رواد معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 27 ، شملت جميع فئات القراء، خاصة الطلبة والباحثين، نظرا لأهمية عناوين إصدرات هيئتنا، كما حققت نجاحا باهرا على مستوى المبيعات، وإصداراتنا كانت مطلوبة بكثرة، سواء تعلق الأمر بالكتب الثقافية، والأدبية والتاريخية، والعلمية وأيضا كتب خاصة بثورتنا التحريرية المظفرة وغيرها من المألفات الأخرى، وهذا ما دل على أهمية منتجاتنا الفكرية التي جادت بها مخيلة الكاتب والباحث الجزائري الذي توسعت مداركه ليكتب في عديد المواضيع القيمة والتي تعمل على تنوير المجتمع والإرتقاء به عاليا.
ماهي المزايا التي تقدمها وحدة النشر التابعة لـ “ANEP ” لمن يريد النشر لديها؟
تولي الشركة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار أهمية قصوى للحرف والكلمة، وتعطي لهذين اللفظين مكانة في جدول أعمالها. ويسهر القائمون عليها على نشر كل ما هو جديد ويحمل مضامين ذي جودة فكرية، لأن الغاية من النشر ليس فقط إصدار الكتاب، بل نقوم ببحث معمق حول ماذا يمكن أن يقدمه محتوى العمل المقدم للمجتمع، ولعالم الكتاب عامة، وعليه فاقتران ” النشر” بباقي نشاط مؤسستنا دليل واضح على أهتمامتها بالأقلام الجادة التي تنير دروبنا، وتغرس في جدان القارئ حب المطالعة كما تطفئ ضمأ الباحث والطالب وتروي شغفه العلمي، وعليه من بين المزايا التي تقدمها وتظفر بها وحدة النشر بهذه الهيئة هي النوعية في محتوى الاصدار ونوعية، ويجعل القارئ ينتابه الإمتلاء، ويهيم بالكتاب ويربط معه رباط المحبة ويطلبه حثيثا، وعليه فالهدق الأول الذي تسعى إليه مؤسستنا هو وضع في متناول القارئ كتاب مميز من الناحيتين وهما: المحتوى وواجهة الكتاب، ضف إلى ذلك انخفاض مؤشر الأسعار الكتاب التي قد تصل أحيانا إلى 30 بالمائة، وهذا لا يعني انتقاصا من قيمة الاصدار، أو الاستهانة به وبصاحبه، لالا أبدا، إنما ذلك الهدف منه توسيع من دائرة توزيعه، وإيصاله إلى قدر ممكن من القراء وبأسعار تنافسية، حتى لا نترك جهود الكتّاب تذهب سدا وتبقى حبيسة الرفوف في المكتبات، لأن الكاتب لما ينتج منتوجا فكريا إنما يريد بذلك الولوج إلى عدد ممكن من القراء وبالتالي نحفزه بذلك على الإتيان بالجديد وإنتاج الغزير، لأن حين يرى صاحب الإصدار أن عمله اطلع عليه غيره واستحسنه وطلبه يعطي له قوة ووقود لينطلق بفكره وبمخيلته بعيدا، كل هذا يزيد من عزمنا للمضي قدما نحو غد نشر مشرق.
هل هناك أعمال قيد النشر مستقبلا؟
طبعا، كثيرا ما تصلنا أعمال عبارة عن نخطوطات موجهة للنشر، في مختلف القضايا والمسائل، منها الأدبية، الفنية، التاريخية، الشعر، الأدب، التكنولوجا وغيرها…. وهناك الكثير من الأقلام زارتنا هنا بالصالون الجزائري الدولي للكتاب تريد الاستفسار عن طرق وأساليب التي تعتمدها شركتنا فيما يخص عملية النشر، وهي مخطوطات في التاريخ، والشهادات التارخية أي مذكرات حول الثورة التحريرية، وفي الأدب والشعر، وفنون وثقافة.
لاحظنا أن الكثير من دور النشر لا تحوز على لجنة القراءة هل لوحدة النشر التابعة للشركة الوطنة للاتصال والنشر والإشهار على ذلك؟
بكل تأكيد شكلنا لجنة خاصة لمراجعة محتوى المخطوط من كل جوانبه، تضم مختصين في شتى المجالات المعرفة، وأنه في حالة حوم شكوك في محتوى المخطوط المعروض للنشر نقوم باستدعاء صاحبه ونشرح له تلك النقائص حتى يعيد النظر فيها، ويصححها، حتى يسهل عملية أعضاء لجنة القراءة مهامها المنوط بها، وهي إعطاء لنا زبدة مضمون النص، والشيء الجميل في هذه المسألة أنه في حالة وصول مخطوط يتناول موضوع في الفيزياء مثلا، ففي هذه الحالة نقوم بجلب مختصين في المجال إن لم يوجد من يحمل هذا التخصص بن أعضاء لجنة القراءة التي أسستها مؤسستنا، وذلك حتى نعطي موضوع المطروح حقه، ونبين له قيمته/ وبالتالي نقدم مادة مضبوطة ومحكمة بإتقان، وعليه تقع على لجنة القراءة مسؤولية كبيرة جدا
على أي أساس يتم اختيار المخطوطات الموجه للنشر؟
أولا عنصر نهتم به، هو ما تعلق بمضمون المحتوى، سواء تعلق ذلك بالتاريخ، أو الفن أو السياسة، أو أي تخصص كان، وهناك أمر أخر هو أن لا يمكن الحكم على نوع الكتاب إلا بعد وصوله إلى رفوف المكتبات، فإن كان يمس بجوهر المجتمع ويساهم في عملية بنائه الوظيفي بينه وبين الأفراد الذين هم حلقة مهمة في سلسلة الحلقات التي تشكل هذا الفضاء الإنساني الرحب، فيعرف بالتالي طريقا إلى قرائه، أما إذا كان محتواه لا يرقى إلى ما سبق ذكره فذلك يعود لصاحبه الذي لم يوفق في مستوى المطلوب، فاللجنة تنظر فقط في مستوى اللغة التي خط به المخطوط، وأيضا في ترتيب الجمل والكلمات وفي تسلسل الافكار وامور اخرى، ونحن نسعى دوما إلى تلبية رغبة القارئ مهما كان وأين ما كان.
هل تفاضلون بين اصحاب الاقلام بين المعروف على الساحة ونظيره المبتدئ؟
صراحة مصطلح الاقصاء غير وارد في قاموس وحدة النشر التابعة للشركة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار إطلاقا، بل نرحب بكل من يحمل فكرة تقدم لنا معرفة في مجال ما، نعطي القيمة للكاتب المشهور على الساحة كما نعطي القيمة ذاتها لمن يطرق باب وحدة النشر لدينا لاول مرة، بل بالعكس نسعد كثيرا بالأقلام الجديدة التي سترث الرصيد العلمي والفكري لمن هم سبقوهم إلى هذا العالم، أي عالم الحرف والكلمة ورائحة الحبر الذي يعبق برائحة العلم والمعرفة، كما نشكل لجان خاصة لهم تعمل على تقديم النصح لهم وتوجههم في الطريق المؤدي إلى الكتابة السليمة والصحيحة، والدار سبق وان نشرت لكتاّب جدد ولجوا هذا العالم لاول مرة، هذا كما اننا لا نفاضل بين الجنسين فكل لدينا سواسية، إلا لمن أتى بعمل جليل، وشرطنا الوحد أن يكون محتوى المخطوط يميزه التناسق والصياغة الجميلة، ونتعهد بدورنا بتوفير له اللدقة…التناغم…المهارة…والتصميم الجيد، ونخرج الإصدار إلى القارئ في حلة ممتازة وراقية، فنحن نصبو نحو تجديد الساحة الثقافية باقلام تكن خير خلف لخير سلف.
التدوينة حسان غرّاب:نرحب بكل قلم يحمل قيمة مضافة للمكتبة الوطنية ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.