أكد البروفيسور سمير قريمس، مدير مخبر البحث في المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحار وتهيئة الساحل والمختص في الشؤون البيئية والتغيرات المناخية، وجود فجوة واضحة بين الطموحات المناخية العالمية والإمكانات المتاحة للتعامل مع آثار تغير المناخ.

وأشار قريمس خلال استضافته في برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الاولى، إلى ارتفاع متزايد في درجات الحرارة على مستوى العالم، مما أدى إلى تجاوز الأهداف المتفق عليها في اتفاق باريس للمناخ. كما حذر من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية التي تشمل فقدان التنوع البيئي وزيادة حدة الظواهر المناخية المتطرفة، مستشهدًا بفيضانات درنة في ليبيا وإسبانيا كأمثلة على الكوارث المناخية المتزايدة.

غياب الإرادة الحقيقية لدى القوى الكبرى لتقديم الدعم المناخي للدول النامية

وأوضح قريمس أن الدول المتطورة تتحكم في السياسات المناخية من خلال فرض شروط تمويلية لصالحها، مؤكدًا غياب الإرادة الحقيقية للتوصل إلى توافق بشأن تمويل ونقل التكنولوجيا لمساعدة الدول النامية في مواجهة التحديات المناخية.

دور الجزائر وإفريقيا في ضمان الحقوق المناخية

وشدد قريمس على ضرورة تبني الدول الإفريقية، بما فيها الجزائر، استراتيجيات فعّالة لضمان حقوقها المناخية، مع التركيز على ثلاثة محاور: قانوني وأخلاقي، علمي، وسياسي. كما أشاد بالدور الريادي للجزائر في الدفاع عن القضايا الإفريقية والمناخية.

مخطط جزائري شامل للتكيف مع التغيرات المناخية

كما استعرض قريمس المخطط الوطني الجزائري للتكيف مع التغيرات المناخية الذي يشمل أكثر من 150 نشاطًا للتخفيف والتكيف مع التغيرات. وأبرز الجهود الجزائرية في مواجهة تحديات الأمن المائي، الغذائي، والصحي، إلى جانب تطوير قطبي امتياز في البحث العلمي لتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف.

واختتم قريمس حديثه بالإشادة بالسد الأخضر الذي أطلق في السبعينيات، معتبرًا إياه نموذجًا عالميًا ناجحًا، داعيًا إلى تحديث المقاربات العلمية لمواكبة التطورات البيئية والمناخية المستجدة.

التدوينة قريمس: هناك فجوة بين الطموحات المناخية والإمكانات المتاحة وتحديات تواجه الدول النامية ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.