في أجواء سادتها روح الوطنية، مفعمة بالفخر بالإنجازات والاعتزاز بالانتماء، أحيا اليوم مجمع سوناطراك الذكرى المزدوجة لـ 24 فيفري، التي تُعدّ إحدى المحطات المفصلية في تاريخ الجزائر، حيث يلتقي فيها تاريخان خالدان: الذكرى التاسعة والستون (69) لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عام 1956، والذكرى الرابعة والخمسون (54) لتأميم المحروقات عام 1971.
وتخليدًا لهذه الذكرى المزدوجة، قاد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك وفدًا يضم الإطارات المسيرة للمجمع وممثلي الشريك الاجتماعي إلى حاسي مسعود، التي تشرفت بحضور الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، مرفوقًا بوفد رفيع المستوى يضم وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة السيد محمد عرقاب، و وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، السيد فيصل بن طالب و كذا السلطات المدنية والعسكرية المحلية، إلى جانب الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، السيد عمر تاقجوت.
وقد استهلّ الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، برنامج الاحتفالية بزيارة موقع إنجاز مشروع المصفاة الجديدة بحاسي مسعود، حيث تلقى عرضًا تقديميًا حول هذا المشروع الحيوي لمنطقة الجنوب، أعقبه وضع حجر الأساس لانطلاق أشغاله، كما أعطى شارة البدء في تنفيذ أعماله.
ويهدف مشروع المصفاة الجديدة بحاسي مسعود، التي تبلغ طاقة معالجة بها 5 مليون طن سنويًا ، الى سد الاحتياجات المتزايدة لمادة المازوت و مواد بترولية أخرى في مناطق الجنوب، كما سيساهم في ترشيد سلسلة الإمداد مع إمكانية التصدير مستقبلًا، فضلًا عن اعتماده أحدث التقنيات البيئية للحد من الانبعاثات بكفاءة.
وللتذكير، سيتم إنجاز المشروع بالشراكة مع شركتي تيكنيكاس ريونيداس الإسبانية وسينوبيك الصينية، على مرحلتين، حيث من المقرر أن يبدأ الإنتاج الأولي للمازوت في أكتوبر 2027.
وفي المحطة الثانية من زيارته إلى حاسي مسعود، تنقّل السيد الوزير الأول السيد نذير العرباوي إلى مصنع ZCINA، حيث التقى بالعمال وتلقى شروحات على مستوى قاعة التحكم، التي تُعدّ المركز الرئيسي لسير عمل المصنع.
وفي ختام الزيارة، توجّه الوفد إلى القاعة المتعددة الرياضات الواقعة بمقر المديرية الجهوية لقسم الإنتاج، والتي تضم قاعدة الحياة “إرارا”، حيث ألقى السيد الوزير الأول، السيد نذير العرباوي رسالة نيابة عن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمناسبة الذكرى المزدوجة ل 24 فيفري، باعتبارها محطة مفصلية في مسار النضال السياسي خلال فترة الاستعمار، وخطوة جبّارة نحو استرجاع السيادة الوطنية على الثروات الطبيعية غداة الاستقلال.
ومن جهته، استذكر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، خلال مداخلته، أمجاد أسلافنا الذين صنعوا التاريخ بتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين يوم 24 فيفري 1956، والإعلان عن تأميم المحروقات في اليوم نفسه من عام 1971.
إن احتضان سوناطراك للاحتفالات المخلّدة لهذه الذكرى المزدوجة هو اعترافٌ منها بأولئك الذين سبقوا زمنهم لإعطاء العالم نماذج يُحتذى بها، وتجسيدٌ لالتزام المجمع بمواصلة مسيرة البناء، من خلال العمل على ضمان الأمن الطاقوي، والاستثمار في الكفاءات الوطنية، وتعزيز مكانة الجزائر كفاعل رئيسي في سوق الطاقة العالمي.