صلاة التروايح باصوات فرسان القرآن الشجية

 وسط حضور مكثف للمصلين غصت بهم باحة صلاة جامع الجزائر، ونحن نعيش نفحات ثالث يوم من  شهر رمضان المبارك، حشود من الوافدين إلى هطا المعلم الديني لأداء صلاة التراويح، والإستمتاع بأصوات فرسان القرآن الساحرة… جامع الجزائرالذي صنف كأكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، قلعة دينية تجمع بين روحانية شهر رمضان الفضيل، وبين الهندسة المعمارية ذات طراز معماري إسلامي فاخر تسر الناظر وتبعث في النفس نسمات الجمال، وتملأها بعطر ملكوت الرحمان..وهو نقطة تحولت فيها الجزائر إلى أهم مدن العالم الإسلامي ترعى الفكر والعلم والفن والحضارة الإسلامية الضاربة بعمقها في رحم التاريخ.  

صلاة التراويح بجامع الجزائر بنكهة روحية خاصة

وفي هذا الصدد أكبر مجموعة من الشباب الذين تحدثوا لـ ” الحوار” فكرة صلاة التراويح والصلوات الخمس بجامع الجزائر، الذين وصفوه بالجوهرة المطلة على حوض الأبسض المتوسط، وترفع من قيمة تلجزائر المحروسة، وفي هذا الإطار قال سعيد ثاني مرة على التوالي أؤدي صلاة التراويح وحتى صلاوات الخمس في هذا الجامع، ويحق لنا اليوم أن نفتخر ونحن نرى هذه التحفة المعمارية في كامل حلتها، وتباشر المهام الذي وجدت من أجله وفي مقدمتها الحفاظ على مرجعيتنا الدينية على أصولها السليمة، وأضاف يقول إن جامع الجزائر أقطعة فنية تزين وجهة مدينة جزائر المحروسة، التي كانت تتصدر مشهد المدن الإسلامية  من خلال عدد المساجد العتيقة التي شيدت على أرضها، والتي يعود تاريخ بنائها إلى زمن غابر منهم من اعتدت عليهم فرنسا وخربتها وحولتها إلى كنائيس، وإصطبلات، ومنها بقيت شاهد عيان على إسلامية الجزائر وشعبها، من جهتها، أعربت لنا الحاجة فاطمة عن عمق إحساسها واعتزازها بهذا الصرح الذي يطل على الحوض المتوسط ليزيد الجزائر رفعة، حيث قالت أكرمنا الله بجامع فخر الأمة الإسلامية، ومجدها وشموخها في هذا الحوض المتوسيطي الكبيرن وأعطى للجزائر عنفوانها الأزلي، ولنا أن نرفع هممنا أمام الأجيال المقبلة بأننا سنورثهم جامع بكامل تفاصيله الهندسية والعلمية.

جامع الجزائر…  ثورة أخرى ضد من يريد تجريد شعب من قيمه الروحية…

بالعودة إلى الوثائق التاريخية، نستحضر ذلك الزمن الذي تجبر فيه الكاردينال لافيجري الذي يعد من كبار الأساقفة، الذي اعتبر أن الإسلام هو سبب بؤس الشعب الجزائري، وراح يستعرض أفكاره الجهنمية الرامية إلى تجريد االساكنة من عقيدتها الإسلامية، وناد في الجزائر بأنه سيخلص الأهالي من القرآن، ويلحقهم بالمسيحية، حيث باشر في تنظيم حملة تبشير واسعة لإخضاع الشعب الجزائري إلى الدائرة المسيحية واعتقد أنه سيلج عبر بوابة الجزائر نحو القارة الإفريقية، حتى  سمي بجثليق إفريقيا، ومن أولى مهامه تولي عملية الإعتناء بأطفال اليتامى لغرس فيهم عقيدة التثليث، إلا أنه وبعد مرور حقبة تاريخية على هذا الإعتداء السافر على القيم الإسلامية في ربوع الجزائر، ظهر إلى سطح التاريخ جامع الجزائر الذي حطم أماله، وقطع رجاء فرنسا، فكان تشييد هذا الصرح الديني والعلمي والحضاري بمثابة حربا أخرى شنت ضد من أراد تنصير شعب جِبِلَّة على الإسلام، إلا أن معركة الوعي حسمت لصالح الجزائر فانتصرت فكريا وعقائديا، وروحيا، وأحدث ثورة في الحياة الثقافية في المجتمع الجزائري، فناهض لفكرة المرسيال لافجيري وأنهى كبريائه المزيف وقضى على عجرفة فرنسا المزعومة، وطوت فكرة وجودها الأزلي في الجزائر، الذي خطط لها من فكّر يوما في احتلال أرض مسلمة وتنصير شعبها….

 صلاة التراويح باصوات بلابل الجامع..

جنّد القائمون على جامع الجزائر لأداء صلاة التراويح مجموعة كبيرة من القراء الذيم سيؤدون بجموع المصلين صلاة التراويح خلال هذا الفضيل.. قراء من خيرة  صفوة المشايخ الذين يميزهم العلم والمعرفة الدينية والعلمية والدرجة الأخلاقية الرفيعة، الساهرين على الذكر الحكيم، وتنوير المجتمع وتربيته على أصول الدين الإسلامي،  الذين سيتلون القرآن بألحان ويوجهون الناس إلى جادة الصواب من خلال محاضراتهم القيمة لإحياء ليالي رمضان بهذا الجامع الذي يعد من أفخم المساجد في العالم، ومن هؤلاء القراء نجد: الشيخ موسى اسماعيل والشيخ الدكتور عماد بن عامر، والقارئ الشيخ عبد العزيز سحيم، والشيخ محمد بلعالي والشيخ القارئ عبد الرحمان عمروش، والقارئ الشيخ وليد مهساس والدكتور سعيد معول والدكتور الشيخ عبد الرحمان طيبي والاستاذ الدكنور قاسم الشيخ بلحاج والشيخ بلال سعيدان والشيخ محمد إرشاد مريعي، والشيخ عبد النور باديس، والشيخ محمد الأمين بنونة، والشيخ محمد رضا زيان، والشيخ القارئ فارس شدادي، أدام الله علينا فضلهم، ومتعنا بعلمهم

 

 

ربرتاج: نصيرة سيد علي

التدوينة جامع الجزائر …أعظم ارث نورثه للاجيال المقبلة ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.