الحاج  بن دوخة

معجزة شرق آسيا وأحد أقوى النمور اقتصادا ، قدمت للبشرية رؤية تعليمية رائدة وفريدة لا تحمل روائح الإديولوجية ولا لمسات الإقصاء غير الجوهر الصافي للعلم ومسكه المعطر حتى بدا النظام التعليمي في هذه الدولة الإسلامية نموذجا جديرا بالاقتداء والوقوف عنده وقفة إجلالا ووقارا .

ماليزيا دولة فتية وحديثة العهد بالاستقلال عانت الويلات زمن الاحتلال البريطاني لكنها لم تنتظر وقتا طويلا لبناء قوتها ونهضتها وبالخصوص صلابتها التعليمية وظأهرتها المعرفية التي تمت بمجهود ذاتي لا وجود لظل وآثار الغريب فيه مكتفية فقط بما جادت به الدماء الماليزية.

الخلفية الدينية لهذه الدولة هي من وفرت الأساس الصلب والمتين لنظامها التعليمي — ليس وفق توجه إقصائي–  بقدر ما هو صيانة وحماية لركن أصيل في الجسم الماليزي، وهذه السعة في الفهم الديني والمرونة دفعت بدولة ماليزيا إلى فتح منافذ خصوصيتها على -تيار المتفوقين والنماذج الرائدة – فلم تبد أي معارضة بخصوص قبول التجربتين اليابانية والبريطانية والعمل بهما في مجالات اللغات والتقنية وتعميمها في المرحلتين ما قبل الثانوي وما بعده، وهي فترات بيداغوجية حازت اهتمام المجهود الحكومي وفرضت عليه الاستثمار في الثروة البشرية وانتقاء نوع التعليم بما يتوافق وحاجيات 27 مليون ماليزي في إشارة واضحة على حضور وطغيان المعيار الشعبي في إنجاز المناهج بما يضمن الانتصار للخصوصية المحلية والوطنية وبزوغ التعليم السيادي كمقاربة ماليزية حصرية.

واستمر التفوق الماليزي في ميدان التعليم باستحداث مشروع المدارس الذكية واحترام متطلبات سوق العمل كما منحت حكومة كوالالمبور تسهيلات للهجرة التعليمية وأقرت نظام حوافز للمعلم وللمتعلم كان كافيا لبلوغ مرحلة العيش الكريم لمنتسبي القطاع في الحدود القصوى، كما أنتج في المقابل عقولا وقامات تصنع أفراح وكبرياء ماليزيا.

الأصالة والمعاصرة ليست صراع أجيال ولا هي حرب بالوكالة بقدر ما هي لبنات بناء العقل والفكر والعمران والإنسان والأوطان.

التدوينة غرام الأزمنة بالمفهوم الماليزي: ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.