بدأ الرئيس عبد المجيد تبون زيارة رسمية إلى العاصمة البرتغالية لشبونة ،حيث يجري من خلالها محادثات مع المسؤولين البرتغاليين. وتدخل الزيارة ، في إطار تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية وترسيخ أسس التعاون بين البلدين ، والتي تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين، وتكون لشبونة، هي المحطة الثانية أوروبيا بعد روما .

وخص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, اليوم الثلاثاء بالعاصمة البرتغالية لشبونة, باستقبال رسمي من طرف نظيره البرتغالي, مارسيلو ريبيلو دي سوزا, وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد المحوري.

وبالمناسبة، أكد الرئيس البرتغالي اليوم في تصريحه على أهمية الجزائر ، و عبّر عن رغبة لشبونة في تعميق وتقوية التعاون الاقتصادي في الطاقات المتجددة والسياحة والتعليم مع الجزائر ، معتبرا أن زيارة الرئيس تبون ستفتح الآفاق في العلاقات بين البلدين ، كما أبدى رغبته في القيام بزيارة إلى الجزائر قائلا :” نشكر دعم الجزائر في الماضي ويهمنا كثيرا الحاضر والمستقبل”.

ويتوقع من هذه الزيارة، عقد حزمة من اتفاقيات التنسيق السياسي ، تخص تعزيز حركة الأفراد والنقل، والتعاون الاقتصادي والتجاري، كما سيجري تنظيم منتدى أعمال جزائري برتغالي في العاصمة لشبونة، سيجمع رجال الأعمال الجزائريين والبرتغاليين، ويسمح بإعطاء دفعة للتعاون بين البلدين، تقدم فيه الجزائر فرص الاستثمار، وعرضاً عن تطور مناخ وبيئة الأعمال ، لاستقبال الاستثمارات البرتغالية المباشرة، وزيادة حجمها الذي لا يتجاوز حالياً 60 مليون دولار، حيث تنشط 80 مؤسسة برتغالية في قطاعات عدة بالجزائر، وترغب الجزائر في الاستفادة، خاصة من التجربة البرتغالية في مجال الطاقات المتجددة (60 في المائة من إجمالي إنتاج الكهرباء في البرتغال يأتي من مصادر الطاقة المتجددة)، لتنفيذ خطط الحكومة في هذا المجال، خاصة أن الجزائر تستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بحلول 2035.

وتستهدف زيارة الرئيس تبون في الشق السياسي، إلى تعزيز ارتكاز الجزائر على شركاء في الضفة الشمالية للمتوسط كإيطاليا والبرتغال، خيارات بديلة لإسبانيا التي تجمّدت العلاقات بينها وبين الجزائر منذ مارس 2022، بسبب تغيير مدريد موقفها بشكل مفاجئ من النزاع في منطقة الصحراء، حيث انحازت إلى الطرح المغربي، وذلك لحسابات سياسية بينهما .

ومن هذا المنطلق , شجع موقف البرتغال المتوازن إزاء النزاع في منطقة الصحراء والقضايا العادلة، الجزائر على تعزيز علاقاتها مع لشبونة، حيث كان الوزير الأول البرتغالي، أنطونيو كوستا، قد أعلن خلال الزيارة التي قادته إلى الرباط قبل أسبوعين، تمسك بلاده “بدعم جهود الأمم المتحدة لحل النزاع، من خلال حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”. كما أكد الرئيس البرتغالي اليوم دعم بلاده لقرارات ⁧‫الأمم المتحدة‬⁩ بشأن قضية الصحراء الغربية .

من جهته ، أكد الرئيس تبون إن المحادثات التي جمعته بالرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا كانت “مثمرة وصادقة وصريحة، عكست حقيقة و عمق العلاقات السياسية وسمحت بتعزيز التشاور السياسي المنتظم، المعبر عن الشراكة متعددة الجوانب التي تجمع الجزائر والبرتغال، في بيئة إقليمية ودولية معقدة “، مؤكدا على وجود توافق تام على الملفات المطروحة سواء إقليمية أو دولية , واستدل الرئيس تبون بمواقف الجزائر والبرتغال فيما يخص القضية الفلسطينية وملف الصحراء الغربية ، قائلا “تحدثنا عن ليبيا وملف الصحراء الغربية وفلسطين وعن ملف أوكرانيا الصديقة وروسيا الصديقة و نطمح إلى السلم بينهما “.

يذكر أن البرتغال لا تمثل فقط بلدا محوريا من الناحية الاقتصادية فحسب ، بل حتى في المجال الجيوسياسي قفزت في ترتيب الأولويات إلى المقدمة في شبه الجزيرة الأيبيرية ،ولديها الكثير لتقدمه من تاريخ عمره ألف عام من فرص استثمارية ومكانة إستراتيجية ومناخ أعمال ممتاز ،ودور سياسي مركزي، كما تعد مكانًا شهيرًا للسفر الدولي والهجرة. فهي أحد أكثر الأماكن أمانًا في أوروبا ، كما أن تكلفة المعيشة فيها منخفضة ، وهي الوجهة الأكثر جاذبية للمغتربين لما تقدمه من خدمات راقية ، خاصة في مجال الاستثمار، فضلا عن كونها دولة ديمقراطية، و ذات سيادة .

التدوينة الجزائر تطل على العالم من بوابة البرتغال ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.