وقع مسرح بشار الجهوي بن دهينة محفوظ تجربة متميزة مع مؤسسة إعادة التربية بذات الولاية تتمثل في إنتاج عرض مسرحي يحمل عنوان” غدوة” من أداء نزيلات المؤسسة و تأطير المخرجة والممثلة تونس ايت علي.

حنان .ح

أوضح عبد الله الهامل مدير المسرح الجهوي لولاية باشر في تصريح لـ”الحوار” أن مشروع “غدوة” يندرج ضمن الاتفاقية الإطار بين وزارة الثقافة ووزارة العدل ، مبرزا أن الفكرة تندرج ضمن برنامج حلم الذي يتكيف مع كل الظروف.

هكذا بدأت الفكرة
مضيفا في السياق:”الفكرة جاءتنا بالاتجاه إلي مؤسسة إعادة التربية بولاية بشار والتوجه مباشرة إلي المقيمات، ففي السابق كانت الفرق المسرحية تأتي من المسارح الجهوية أو التعاونيات والجمعيات و تقدم عروضا مسرحية للمقيمين والمقيمات .أما نحن عكسنا الأمر وكسرنا القاعدة حيث خضعت النزيلات إلي مجموعة تمارين في الأداء الحركي و الجسماني ،الصوت، و حتى في الكتابة، و العلاج النفسي لان المشروع يحمل علاجا نفسيا أكثر من الجانب الفني” .
مغامرة رفقة تونس ايت علي
واعتبر محدثنا الفكرة التي أشرفت على تجسيدها المخرجة تونس ايت علي كانت بمثابة مغامرة . وعلق بالقول :” الفكرة كانت مغامرة قمنا بها وقلنا لماذا لا ننطلق في الأمر ونرى النتائج لأن الفكرة نبيلة وفي الأصل متفردة ..وجاءت تونس إلي بشار وتلقت الترحيب من قبل المصلحة الخارجية للإدماج بمؤسسة إعادة التربية .واشتغلت لمدة 25 يوما مع 16 16 نزيلة بمعدل أربع 8 ساعات في اليوم ثم جاءت فكرة النص التي اشتغلت فيها على أشعاري مع بعض الإضافات من قبل النزيلات والتي كانت تعكس أحلامهن وأمالهن .
عرض مميز واستثنائي
وأبرز الهامل أن الفكرة بسيطة تتمثل في طرح سؤال على النزيلات “حادث شاحنة تصدم فتاة صغيرة فماذا يحدث؟ هل تموت أو تبقى حية ؟فكن يصرخن ستبقى حية ومن هنا جاءت الفكرة فهي إسقاط نفسي على الحادث الذي تعرضت لهن النزيلات و أدى إلي خولهن مؤسسة إعادة التربية .
وثمن ذات المسؤول المجهودات المبذولة من طرف كل فريق العمل. و أكد أن المسرحية أنجزت في ظرف قياسي 25 يوما وعرضت يوم 29 ماي الفارط داخل المؤسسة وأثارت الكثير من مشاعر الشجن والفرح الممزوج بالدموع ونالت إعجاب الجمهور الذي صفق مطولا.
واعتبر محدثنا الأمر مميز واستثنائي وعلق بالقول:”تتخيلين نزيلات في مؤسسة عقابية يصفق عليهن قاضي العقوبات، مدير الثقافة، مدير السجن ،إطارات المؤسسة، الحارسات “.
ترميم الذات وإعادة الاعتبار
وعاد محدثنا ليؤكد أنهم أرادوا من خلال هذا المشروع أن يعيدوا الاعتبار لهذه الفئة المهمشة في المجتمع بعد ملاحظتهم أن الفن هو الوحيد الذي يستطيع أن يرمم الذات التي أخطأت وانكسرت .
مضيفا في ذات السياق:”صحيح أن الإدماج عند المؤسسات العقابية هو أن يتعلم السجين مهنة تساعده بعد خروجه من السجن أن يدرس أن يتحصل على شهادة ولكن هذا لا يكفي أمام الجرح الذي يبقى بعد الخروج إلي الحياة العامة خاصة بالنسبة للمرأة.
هذا مصير مشروع “غدوة”
وبخصوص استمرارية المشروع رد قائلا:”كان عندنا اتفاق مع رئيس المصلحة الخارجية بالمؤسسة بأن يوزع في كل المؤسسات العقابية في الجزائر وأخذنا وعدا بانه سيعرض في المؤسسة العقابية بولاية سعيدة “.
وابرز ذات المسؤول أن تفكيرهم تعدى ذلك حيث فكروا في لم شمل السجينات بعد خروجهن من المؤسسة وأطيرهن من قبل تونس ايت علي
من اجل إنتاج عرض مسرحي”.
مهرجانات مسرحية للسجناء نصيب منها
وتابع الحديث عن أمالهم:”فكرنا أيضا لماذا لا يتم إطلاق شبه مهرجان مسرحي او تظاهرة للسجناء فنحن نحلم أن تكون داخل كل مؤسسة إعادة تربية فرقة مسرحية يؤطرها هيئة ما. ثم لماذا على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف لا يتم إقامة عروض منتجة من طرف مؤسسات إعادة التربية فنحن نحاول أن نخرج المسرح من العلبة الايطالية إلي كل مكان ولكل فئة مهمشة “.

التدوينة عبد الله الهامل مدير مسرح بشار الجهوي لـ”الحوار”: كسرنا القاعدة وأنجزنا مسرحية من توقيع السجينات ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.