وأوضح البيان أن السيد بوغالي ذكر في مستهل اللقاء بأن "الجزائر وإيران تربطهما علاقات تاريخية مبنية على أواصر الأخوة الصادقة والحرص على التعاون الوثيق", وأبرز أن "البلدين يبذلان جهودا متواصلة لتعزيز علاقاتهما الأخوية".
واعتبر أن "الزيارات المتبادلة بين الهيئتين البرلمانيتين تعد فرصا مواتية لاستعراض مستوى العلاقات الثنائية بصفة عامة", مبرزا "عزمه على بذل جهود جادة للرقي بها إلى المستوى الذي يعكس الإرادة السياسية المشتركة للبلدين مع توسيعها لتعزيز وتنويع التعاون الاقتصادي, بما يعكس حجم الإمكانيات والفرص المتوفرة بين البلدين وإرادة الارتقاء بها".
وفي الشق الاقتصادي --يضيف البيان-- أشار رئيس المجلس إلى "ما يتيحه قانون الاستثمار من تحفيزات للمتعاملين الأجانب, لاسيما في ظل التوجه نحو تنويع مصادر الثروة", حيث دعا في هذا الخصوص إلى "التعاون في مجال المؤسسات الناشئة, مبديا الاهتمام بالتجربة الإيرانية وتنوع مجالاتها".
وعلى صعيد آخر, ذكر السيد بوغالي ب"مواقف الجزائر السيادية ومرتكزات ثوابتها القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادة أراضيها وتغليب الحوار في حل الأزمات ونصرة القضايا العادلة في العالم والحد من تداعيات النزاعات على استقرار الدول وطمأنينة الشعوب".
واستعرض بالمناسبة, "الظروف الاستثنائية التي تطبع الأوضاع الحالية إقليميا ودوليا, لاسيما الاعتداء الصهيوني وجرائمه البشعة في قطاع غزة وتوسعه إلى مدن أخرى وإلى لبنان, في ظل صمت وتواطؤ من طرف بعض الدول".
وفي هذا الشأن, أكد السيد بوغالي على "حق الشعب الفلسطيني في إقامة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, كما تطرق إلى قضية الصحراء الغربية المصنفة أمميا كقضية تصفية استعمار, مؤكدا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".
وفي سياق ذي صلة, "سجل السيد بوغالي أن التدخلات الأجنبية لا تراعي سوى مصالحها ولا تزيد الأزمات إلا تعقيدا", مؤكدا أن "الحل في ليبيا يجب أن يكون وطنيا, شأنه شأن باقي الأزمات في الدول الأفريقية الأخرى".
من جانبه, تناول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي, السيد إبراهيم عزيزي, آخر التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة ما يتعلق بالوضع في فلسطين ولبنان, وما تستدعيه من جهود لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي تحتل أراضيه الفلسطينية من قبل الاحتلال الغاصب والذي يستهدف دولا أخرى بالتوسع, يضيف البيان.
ومن ذات المنظور --مثلما أشار إليه نفس المصدر-- أشاد السيد عزيزي ب"مواقف الجزائر في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني المظلوم, منوها أيضا بمواقفها ومرافعتها لصالح هذه القضية العادلة".
من جهة أخرى, "قدم التهاني بمناسبة الاحتفال بسبعينية الثورة التحريرية وما تجسده من معاني التاريخ المتجدد والثوري للشعب الجزائري الذي واجه الاستعمار ونال استقلاله بدفعه لأرواح مليون ونصف مليون شهيد".
وعلى صعيد العلاقات الثنائية التي وصفها ب"التاريخية والمتجذرة" --يضيف البيان-- أكد السيد عزيزي على "ضرورة تقوية العلاقات الثنائية والحرص على توسيع التعاون ليشمل مزيدا من المجالات الاقتصادية بما يعكس تميز العلاقات السياسية والعمل البرلماني المشترك".
تجدر الإشارة إلى أن الاستقبال الذي جرى بمقر المجلس كان بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية, السيد محمد خوان, ورئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط, السيد محمد هنوني, و رئيس لجنة الصداقة الجزائر-إيران, السيد موسى خرفي.
وعن الجانب الإيراني, إضافة إلى الوفد المرافق , حضر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجزائر, السيد محمد رضا بابائي, وفقا لنفس المصدر.