وفي كلمته بهذه المناسبة التي نظمت بدار القرآن "الشيخ أحمد سحنون", أشار السيد بلمهدي إلى أن "غاز أحادي أكسيد الكربون, القاتل الصامت, أصبح مصدر قلق للسلطات بعد أن تسبب في وفاة العديد من المواطنين", داعيا بالمناسبة إلى "ضرورة التحلي بثقافة الوعي وإتباع الإرشادات المتعلقة باستعمال أجهزة التدفئة وسخانات المياه".
وبخصوص إطلاق هذه الحملة, أوضح أن قطاعه "دأب على المشاركة من خلال إمام المسجد في جميع الحملات التحسيسية ذات المنفعة العامة مثلما فعل في مرحلة جائحة كورونا (كوفيد-19) وبخصوص مكافحة المخدرات أو الألعاب الخطيرة على الأطفال", مضيفا بأن "الإمام يملك من التأثير ما يمكنه من زرع ثقافة الوعي لدى المواطن بخطورة غاز أحادي أكسيد الكربون, خصوصا وأن الخطاب المسجدي موجه لجميع فئات المجتمع وبمختلف الأعمار".
ولفت في هذا الشأن إلى أن هذه الحملة التي أطلقت بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ومجمع سونلغاز, تأتي في إطار "اهتمام المسجد بشؤون المواطن, وحرصه على محاربة الظواهر السلبية التي تهدد حياته", داعيا إلى "ضرورة التحلي بالوعي والحفاظ على النفس مثلما أمرنا به ديننا الحنيف".
وفي إطار "حملة شتاء دافئ", أعطى السيد بلمهدي إشارة "انطلاق قافلة مساعدات موجهة إلى العائلات المعوزة بولاية تيسمسيلت بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بذات الولاية, والتي تضم أغطية وأفرشة وأجهزة تدفئة للمساهمة في التخفيف من معاناة المواطنين خلال فصل الشتاء".
وذكر الوزير في هذا السياق, أن القافلة "واحدة من النشاطات الدورية التي تقوم بها الوزارة من خلال أسرة المسجد, والتي تحرص من خلالها على فعل الخير والاهتمام بشؤون المواطنين", مؤكدا أن الأسرة المسجدية "لم تتخلف عن أي مناسبة تدخل السرور إلى قلب مسلم".
ومن جانبه, نوه ممثل مجمع سونلغاز, خليل هدنة, ب"جهود الأئمة في توعية المواطنين بخطورة غاز أحادي أكسيد الكربون", معتبرا أن "المواطن الجزائري يتأثر بخطاب الجمعة ويملك ثقة في الإمام وبالتالي يتبع توجيهاته بهذا الخصوص".
وأشار في هذا الشأن, إلى أن المواطن "يتحمل مسؤولية عدم إتباع الإرشادات الخاصة باستعمال الأجهزة وتعريض حياته للخطر, خصوصا في ظل الحملات التوعوية المستمرة واهتمام السلطات العليا بهذا الجانب بتوفير كواشف أحادي أكسيد الكربون مجانا, إلى جانب وضع الرقم الأخضر لسونلغاز 3303 للاستعلام أو الإبلاغ عن أي خلل أو عطب".
ومن جهته, أكد ممثل الحماية المدنية, رابح بن محيي الدين, أن عدد الوفيات المسجلة جراء التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون, "يدعو إلى دق ناقوس الخطر, بعدما تسبب في وفاة أسر بأكملها", مشددا على "ضرورة التحلي بالوعي واليقظة".
كما تطرق إلى الأعراض المصاحبة للتسمم والمتمثلة في "آلام الرأس, الغثيان أو القيء وفقدان الوعي", محذرا من أنها "تتسبب في آثار كبيرة على صحة المواطن حتى في حال نجاته خصوصا بالنسبة للأطفال".