واحتضنت قاعة إبن خلدون افتتاح فعاليات هذا الأسبوع, بحضور سفير جمهورية كوريا بالجزائر, السيد يو كي جون, والسكرتير العام للجمعية الكورية العربية, السيد كيم تشانغ مو, وكذا أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر, حيث تم تقديم عروض فنية مبهرة عكست ثقافة جمهورية كوريا, التقليدية منها والمعاصرة, من لباس وموسيقى ورقص وغيرها.
ويدخل أيضا هذا العرض الافتتاحي في إطار الطبعة الـ 17 لقافلة الصداقة الكورية العربية, وهي تظاهرة سنوية تشرف عليها الجمعية الكورية العربية بدعم من سفارات جمهورية كوريا بالبلدان العربية, حيث تأسست في 2008 بهدف التعريف بمختلف مظاهر الثقافة الكورية الجنوبية في العالم العربي, والدفع بالتعاون الثقافي الكوري العربي, لتكون دعامة لتعاون اقتصادي أكبر.
وتميز خصوصا حفل الافتتاح بتقديم عرض راقص لفرقة "إكسبريشن كرو" من "مركز جيندو الوطني للغوقاك" ومقره بجزيرة "جيندو" بجنوب غرب جمهورية كوريا, وهو مؤسسة كورية جنوبية تعمل منذ تأسيسها في 2004 على المساهمة في حفظ وترقية الثقافة والفنون التقليدية بالجنوب الغربي لجمهورية كوريا وخصوصا في مجال الموسيقى والرقص.
وقدم فنانو "إكسبريشن كرو", في هذا الإطار, عرضهم الشهير في الـ "بي بوي" (بريك دانس رجالي), وهو عرض في موسيقى "الهيب هوب" كان قد حاز نجاحا كبيرا في 2002, كما شاركت به الفرقة ممثلة لبلادها جمهورية كوريا في العديد من التظاهرات الدولية.
وقال سفير جمهورية كوريا, لدى افتتاحه فعاليات هذا الأسبوع, أنه "منذ إقامة شراكتنا الاستراتيجية (بين بلاده والجزائر) عام 2006 شهدنا زيادة ملحوظة في التبادلات الديناميكية والتعاون متعدد الأوجه", معبرا في سياق كلامه عن "التزامه بكل إخلاص بتعزيز هذه العلاقات من خلال التبادلات الثقافية المستمرة والهادفة".
وأضاف أن قافلة الصداقة الكورية العربية, التي تعود مرة أخرى للجزائر, قد "نجحت في تسليط الضوء, بطريقة فعلية, على قيمنا ومصالحنا المشتركة, حيث عملت كجسر بين ثقافاتنا رغم بعد المسافات ..".
وقال, من جهته, السكرتير العام للجمعية الكورية العربية, أن "الجزائر تزخر بتاريخها الغني وتراثها الثقافي", وهي ثقافة "فريدة من نوعها, نابضة بالحياة, وتقدر في جميع أنحاء العالم", مضيفا أنه "في الآونة الأخيرة ازدادت المبادلات بين الدولتين في مجالات مختلفة بما في ذلك الاقتصاد والمجال الأكاديمي والثقافي, خاصة منذ عام 2006 لما أقامت الدولتان شراكة استراتيجية".
وبخصوص الجمعية الكورية العربية فقد أوضح أنها "تلعب دورا في التبادل الثقافي, حيت تسعى إلى تقديم الثقافة الكورية إلى العالم العربي وتقديم الثقافة العربية إلى كوريا", مذكرا بالزيارات السابقة للجمعية إلى الجزائر إبان تنظيم قوافل الصداقة الكورية العربية في 2008 و2010 و2013 وأيضا بالتظاهرات التي قامت بها في جمهورية كوريا للتعريف بالثقافة الجزائرية والعربية.
وتستمر فعاليات الأسبوع الكوري الجنوبي بالجزائر العاصمة ببرمجة نشاطات أخرى, على غرار مهرجان "الكي - بوب" في 21 أكتوبر الجاري مساء, والذي سينظم بقصر الثقافة "مفدي زكريا", حيث سيقدم المتسابقون المتأهلون للمرحلة النهائية عروضهم على ركح المسرح ليتم بعدها اختيار الفائزين.
ومن جهة أخرى وتحت شعار "دور الشباب الجزائري في مستقبل العلاقات الثنائية", سيقام نهائي مسابقة اللغة الكورية في 21 أكتوبر أيضا بقصر الثقافة "مفدي زكريا" صباحا, حيث سيقدم أفضل عشرة مترشحين شاركوا في المسابقة نصوصهم شفويا ليتم بعدها اختيار الفائزين.
وضمن البرنامج السينمائي, وفي إطار نشاطات مجموعة التعاون "ميكتا" التي تضم كل من كوريا الجنوبية وتركيا والمكسيك وإندونيسيا وأستراليا, فإنه من المقرر أيضا عرض الفيلم الروائي الطويل "ليتل فورست" (2018) لمخرجته الكورية الجنوبية ييم سون ريي, في 12 أكتوبر الجاري, بقاعة إبن زيدون.
ويهدف الأسبوع الثقافي الكوري الجنوبي بالجزائر "أسبوع كوريا", الذي تنظمه سفارة جمهورية كوريا بالجزائر منذ 2016, إلى توطيد العلاقات الثنائية بين جمهورية كوريا والجزائر في المجال الثقافي, وترقية التفاهم البيني, وإيجاد فرص للتعاون والتبادل والاحتكاك وخصوصا بين الشباب, وكذا التعريف بالثقافة الكورية الجنوبية في جميع تنوعاتها.