وتمكن بن العربي من خلال هذا العرض المستوحى من أعمال الروائية الشهيرة إليف شفق, في الحصول على عصارة جميلة منحت الجمهور مشاهد غاية في المتعة و الجمال, حيث تابع باهتمام قصة هالة, ربة بيت في الأربعين تستعيد شغفها وحبها للحياة, بعد ان تم توظيفها كقارئة في إحدى دور النشر, وعثورها صدفة على مخطوط لمؤلف مجهول أثار فضولا كبيرا لديها غير كل موازين حياتها.
فلقد اكتشفت هالة المخطوط الذي يروي اللقاء الذي جرى بين الشاعر والعلامة شمس الدين التبريزي والصوفي جلال الدين الرومي, في القرن الثالث عشر.
وكان هذا المخطوط نقطة تحول في حياة هالة وولوجها عالم الصوفية, وهي القصة التي رواها المخرج بن العربي بمزج الماضي بالحاضر والحلم بالحقيقة وبالتطرق إلى كل المواضيع التي تهز عالمنا الراهن, من خلال سينوغرافيا ممتعة تمزج ما بين تقنيات الفن الرابع وتقنيات السينما والوسائط الإعلامية المتعددة.
ونتج عن ذلك جدارية درامية ومزخرفة غاية في الجمال صنعتها لوحات كوريغرافية رائعة تكاد تكون خيالية بفضل الأداء المبهر للممثلين الذين أبانوا عن موهبة و احترافية كبيرة, أبهرت الجمهور الذي حضر العرض.