وفي هذا الإطار, أشارت المكلفة بالجناح, السيدة سمية عبد الله, في تصريح ل/وأج, أن الجناح "يعرف منذ اليوم الأول للصالون إقبالا كبيرا وتجاوبا واسعا", حيث "استقطبت العديد من الكتب المعروضة شغف وفضول القراء الجزائريين من مختلف المشارب والأعمار لاكتشاف مختلف إصدارات الكتاب والأدباء الصحراويين في مجالات الدراسات والفكر السياسي والسيرة الذاتية والقصة والشعر والرواية وغيرها".
وأضافت المتحدثة أن الجناح يعرف أيضا "إقبالا من طرف الطلبة والباحثين الجامعيين للبحث عن مراجع جديدة تساعدهم في إعداد رسائلهم الجامعية وأبحاثهم حول القضية الصحراوية, إضافة إلى اهتمام لافت من العارضين المشاركين بالصالون وهم من مختلف دول العالم".
وأردفت مسؤولة الجناح أن هذه المؤلفات "تتطرق إلى محطات وزوايا عديدة من كفاح الشعب الصحراوي ومقاومته للمحتل المغربي", إلى جانب "إبرازها لنضاله ومقاومته وصموده في وجه كل مناورات هذا الاحتلال ومحاولاته الرامية إلى طمس الهوية والخصوصيات الثقافية للشعب الصحراوي".
واعتبرت أيضا السيدة سمية عبد الله أن "الإقبال على الجناح الصحراوي بصالون الكتاب ليس مفاجئا ولا غريبا على الجزائريين, بل يعكس الارتباط القوي للشعب الجزائري بالقضية الصحراوية كآخر مستعمرة في إفريقيا", مشيرة أيضا إلى أن "الصالون كموعد ثقافي سنوي هو بمثابة فرصة سانحة لتعريف العارضين المشاركين فيه من مختلف دول العالم بالقضية الصحراوية ومستجداتها ومعاناة الأسرى الصحراويين في السجون المغربية من خلال آخر الإصدارات".
وفي ذات السياق, ذكرت أيضا أن الكتب المعروضة "تعكس نماذج متنوعة من الإنتاج الأدبي والفكري والسياسي للكتاب الصحراويين, وأغلبهم من الشباب, في مجالات الشعر والرواية والأدب الشعبي والدراسات التاريخية والفكر السياسي التي تتناول مقاومة وكفاح الشعب الصحراوي, حيث يساهم الصالون في الترويج لأعمالهم والتعريف بمواهبهم".
وأوضحت المتحدثة, وهي أيضا مديرة مديرية حفظ التراث والتدوين بوزارة الثقافة الصحراوية, أن مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في سيلا 2024 تتمثل في "عرض على الجمهور من زوار الصالون مجموعة متنوعة من الكتب تشمل 55 عنوانا, منها عناوين جديدة أو مؤلفات أعيدت طباعتها, من إصدارات وزارة الثقافة الصحراوية, إلى جانب مؤلفات من إصدار مشترك بين وزارة الثقافة والفنون الجزائرية ونظيرتها الصحراوية, وكذا لدور نشر جزائرية".
وقد أبرزت بخصوص العناوين المعروضة والصادرة حديثا سلسلة في مجال أدب الطفل بالعربية والإسبانية تحت عنوان "مجموعة حكايات صحراوية", تستوحي نصوصها من التراث الشفوي للشعب الصحراوي والقصص الشعبية المحلية, لتعكس بذلك "أصالة الثقافة الصحراوية".
كما سلطت الضوء على مذكرات المعتقلة الصحراوية والأسيرة السابقة بسجون الاحتلال المغربي, المناضلة فاطمة الغالية مولاي أحمد الميلي, التي توفيت مؤخرا, والصادرة بعنوان "16 سنة في جحيم أكدز و مكونة" عن اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين, وهي مذكرات "تعكس معاناتها والانتهاكات التي تعرضت لها خلال فترة سجنها".
كما يبرز مؤلف آخر بعنوان "الاستعمار والمقاومة في الصحراء الغربية" لحمة المهدي البوهالي, وهو عبارة عن "ومضات من تاريخ المقاومة الوطنية في الساقية الحمراء ووادي الذهب, إذ يرصد أيضا وبشكل دقيق كل الثورات الشعبية للصحراويين من أجل تحرير أراضيهم منذ عام 1886 ..", تقول مسؤولة الجناح.
ومن العناوين المعروضة أيضا بالجناح -حسب ما لوحظ- الديوان الشعري "أمجاد شعب" للشاعر الحسين إبراهيم, ورواية "أوتاد الأرض .. الحلم الهارب" لمصطفى الكتاب, وكذا "إشعار بالحياة .. مذكرات من يوميات سجين سياسي" لسعيد البيلال, بالإضافة إلى "المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء .. من التأسيس إلى جريمة أسبانيا" لحمدي يحظيه.
وتتواصل فعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب لغاية 16 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري (صافكس), بمشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة, من بينهم 290 ناشرا جزائريا, يعرضون أزيد من 300 ألف عنوان.