وتدور أحداث هذا العرض المسرحي الموجه للأطفال حول نشوب صراع بين حيوانات الغابة بعد أن كانوا يعيشون في سلام وأمن وحب وتعاون بعيدا عن الكراهية والخلافات, وفي جو هذه الدوامة واستشعارا للخطر المحدق قرر ملك الغابة وهو الأسد أن يتدخل لإنقاذ الموقف حيث قرر دعوة جميع الحيوانات للتجمع وحضور المحاكمة العلنية للنظر في أسباب الخلاف لإيجاد حل لكل المشاكل.
ولتحقيق هذا المسعى يطلب الأسد المساعدة من حكيمة الغابة وهي الغزال للتدخل واقتراح حل لهذه الخلافات, والتي اقترحت بدورها أن تقام محاكمة علنية لجميع الحيوانات للتعرف على أسباب الخلاف وخلفياته لتهدئة الأمور, حيث ينتصر في الأخير صوت العقل والقيم العالية وتستعيد الغابة هدوءها وسلامها.
وتجاوب الجمهور الحاضر مع هذا العمل المسرحي, الذي أدى أدواره أطفال من الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث حمل رسائل جمالية وإنسانية راقية وأعطى صورة مشرقة عن قدرات هؤلاء الأطفال الذين تحدوا إعاقاتهم وأمتعوا في أداء هذا العمل المسرحي من خلال تقمص النص بكل إبداع.
وفي هذا الإطار, أشار المخرج عمار دامة, لوأج, أن هذا العمل الفني, الذي يحركه على الخشبة 13 طفلا مصابا بمتلازمة داون, "ليس مجرد عمل فني بل مشروع ثقافي وإنساني يعكس الإبداع والالتزام", لافتا أيضا إلى أنه "بمثابة علاج نفسي لهذه الفئة لتعزيز ثقة أفرادها ومهاراتهم الاستثنائية مما يساهم في تغيير النظرة النمطية عنهم, وهذا بهدف إدماجهم اجتماعيا عن طريق التمثيل ومنحهم فرصة لإبراز قدراتهم".
وأضاف المتحدث أن هذا العرض "ثمرة ورشة دامت سنة كاملة, حيث تدعمت خلالها مهارات هؤلاء الممثلين الأطفال بأدوات جديدة على مستوى الأداء ومختلف عناصر اللعبة المسرحية, وذلك بفضل إصرارهم على الإبداع والتميز على الركح".
وأشار بالمناسبة إلى أن هذا العرض, ومدته 35 دقيقة, يؤكد ومن خلال ثلاث فقرات مترابطة على "دور المسرح كوسيلة فعالة للتواصل والتعبير وتنمية المهارات لدى فئة ذوي الهمم", مذكرا في سياق كلامه بأنه تم تقديم العرض الشرفي الأول لهذه المسرحية شهر فبراير الماضي ببرج بوعريريج.