وانطلقت بسينماتيك الجزائر أشغال يومين دراسيين (18- 19 ديسمبر), تحت عنوان "دور المتحف في الإنتاج السينمائي", من تنظيم المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر وبالتنسيق مع المركز الجزائري للسينما, بمشاركة مخرجين وكتاب سيناريو أكدوا على "ضرورة انفتاح المتاحف على الأعمال السينمائية والسمعية البصرية, بغية تسليط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري للجزائر عبر مختلف الحقب التاريخية".
وأوضح سيد أحمد دراوي, وهو مستشار ثقافي رئيسي بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر, أن الهدف من اليومين الدراسيين هو "التفكير في إيجاد سبل عملية تربط بين المتحف والسينما", داعيا بالمناسبة إلى "ضرورة إيجاد صيغة قانونية تسمح للمتاحف بفتح أبوابها للسينمائيين ومرافقتهم في أعمالهم بهدف الترويج للثقافة الجزائرية والتعريف بها".
و قال, من جهته, السيناريست أحمد أوياد, أن الجزائر تضم مؤسسات متحفية كثيرة عبر التراب الوطني, بها "مجموعات فريدة ومميزة" من الشواهد التاريخية "يمكن استغلالها لتكون مرجعا صادقا وموثوقا لإظهارها في مختلف الأفلام ذات المضمون التاريخي".
وأبرز المنتج والسيناريست سليمان بوبكر أن وصول كتاب السيناريو إلى المتاحف بات "أمرا ضروريا" حتى يستلهم السيناريست تفاصيل حقيقية وواضحة تخص الأزياء والأكسيسوارات والعمران وكل ما يرتبط بالحياة الاجتماعية والثقافية لمختلف الفترات التاريخية.
وأضاف المتحدث بأن كتاب السيناريو "مطالبون بالاستعانة بمحافظي المتاحف لتعميق رؤيتهم الفنية والدرامية", ولهذا "يجب إيجاد صيغة عملية تسمح بالتعاون بين مختلف الأطراف".
وعلى ضوء تجربته السينمائية في فيلم "أرخبيل الرمال" (2011), أبرز المخرج الغوتي بن ددوش أن فريقه "اشتغل على تفاصيل تاريخية لإعادة تصوير فترة الثلاثينيات من القرن الماضي للتعبير عن معاناة الجزائريين من اضطهاد المستعمر الفرنسي, مستندا في أبحاثه تلك إلى عدة مصادر من بينها المتاحف".
واعتبر بن ددوش أن السينما "هي أولا وقبل كل شيء ذاكرة المجتمع", ولهذا "فإن على المخرجين أن يتقربوا من المتاحف والمواقع الأثرية لتدعيم أعمالهم التاريخية".