وأقيمت هذه الندوة تحت اشراف وزير الثقافة والفنون, زهير بللو, الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن إحياء اليوم العالمي للغة العربية هو "تأكيد على مدى الأهمية التي تتمتع بها اللغة العربية في الماضي والحاضر والمستقبل", معتبرا إياها "القيمة الثقافية الكبرى التي تملي علينا واجبات حضارية وثقافية هي اليوم ملقاة على عاتقنا لخدمة اللسان العربي وإثرائه وتنميته وتطويره والسهر على مواكبته للعصر والتكنولوجيات الحديثة".
وأشار السيد بللو إلى أن اللغة العربية "واحدة من أكثر اللغات إبداعا على المستوى الثقافي", حيث أنها "أتاحت للإنسانية جمعاء وسائل للإبداع والفنون والعلوم ..", كما كان "تأثيرها واسعا على العديد من اللغات والحضارات الأخرى".
و في ذات السياق, شدد الوزير على أن هذه اللغة "لغة عالمية بامتياز, وذات أهمية ثقافية وحضارية بالغة, حيث يبلغ عدد الناطقين بها ما يربو عن 550 مليون نسمة وتعتمدها أكثر من 25 دولة كلغة رسمية", غير أنه تأسف ل "الضعف الكبير في المحتوى الإلكتروني المتاح باللغة العربية بالرغم من الجهد المبذول في مجال نشر محتويات بها على شبكة الإنترنت".
وأضاف أن هذه الوضعية "تستدعي مضاعفة الجهود لاستثمار اللغة العربية في مختلف المجالات التي أصبحت الرقمنة الإلكترونية أهم وسيلة لها", مضيفا أن شعار اليونسكو للاحتفال هذا العام باليوم العالمي اللغة العربية "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي, تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي" "مرتبط بالتحديات التي يفرضها التطور التقني والتكنولوجي ومدعاة لكي نضاعف الجهد والتركيز أكثر على مواكبة هذا التطور".
كما نوه الوزير "بأهمية الانخراط في السياسة العامة التي ما ينفك يؤكدها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, والهادفة لرقمنة مختلف مناحي الحياة وتعميم وسائل التكنولوجيا الحديثة في المعاملات والخدمات العامة وما لذلك من صلة, لضرورة تعزيز حضور اللغة العربية ضمن هذه المعاملات والخدمات ..".
وأردف السيد بللو, في هذا السياق, أن قطاع الثقافة "بادر بعدد من الإجراءات التي ستسهم بكل تأكيد في مواكبة اللغة العربية لهذه التكنولوجيات ..", مذكرا ببرنامج وجهود الوزارة في مجال الرقمنة, على غرار رقمنة أغلب المكتبات العمومية لتقديم خدماتها لزوارها باللغة العربية.
وأضاف الوزير أن قطاعه يسعى أيضا إلى "استكمال عمليات التشبيك المكتبي لتكون كل الأرصدة الوطنية متاحة للقراء باللغة العربية", كما نوه ب "العمل الجاد الذي بادرت به المكتبة الوطنية برقمنة رصيدها وترميم وثائق ومخطوطات تاريخية والسعي لربطها وتشبيكها مع المكتبات الجامعية (..) بالتنسيق مع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي".
وفي ذات الصدد, دعا الوزير إلى "العمل بجد وحزم لإقحام الرقمنة والذكاء الإصطناعي في مختلف المجالات الثقافية والفنية والتراثية والإبداعية باللغة العربية, لتعزيز حضورها في المجالات الإلكترونية وشبكات الأنترنت, والوصول بذلك إلى ردم هذه الفجوة الرقمية التي تعيشها اللغة العربية ..".
وعرفت هذه الإحتفالية حضور مسؤولين ووجوه وشخصيات ثقافية وتاريخية, على غرار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, صالح بلعيد, ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية, الشريف مريبعي, اللذين تم تكريمهما نظير جهودهما في مجال الحفاظ وترقية اللغة العربية.
كما شهدت هذه الندوة, المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون, حضور رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة, لحسن زغيدي, الأديبة والمجاهدة زهور ونيسي, رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, عبد المجيد بيرم, وكذا نواب وإطارات من مختلف القطاعات.