و قد ارتكزت الندوة التي نشطت بقاعة امحمد بن قطاف بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي حول عدة محاور انطلاقا من ميلاد المسرح في عشرينيات القرن الماضي و المقارنة مع مسارح المدن الكبرى في العالم و المراحل التي ميزت المسرح الجزائري ما بعد الاستقلال .
في هذا السياق, أكد السيد بوكروح أنه من خلال الإصغاء للتاريخ وتداعياته على المجتمع، يستمد المسرح الجزائري ثروته "من القيود والصعوبات الظرفية التي كان يعاني منها يوميا الشعب الجزائري" الذي كان بحاجة إلى عيش يومياته بنظرة مختلفة تتجه نحو الضحك والسخرية مثل مسرحية "جحا" التي قدمها علالو في سنة 1926.
كما ذكر المدير السابق للمسرح الوطني الجزائري أن فرقة جبهة التحرير الوطني التي تأسست في تونس سنة 1958 بقيادة الكاتب المسرحي والمجاهد مصطفى كاتب " سمحت بتدويل قضية الجزائر التي كانت في حرب وإنجاح حركة المسرح الجزائري الذي فاز بعدة جوائز في مختلف التظاهرات الثقافية الدولية قبل و بعد الاستقلال".
من جهة أخرى, أشار السيد بوكروح إلى أن المسرح الجزائري الذي لم يكن لديه آنذاك ما يحسد عليه من مسارح المدن الكبرى "الغربية" قد أضحى ديناميكيا و يتجدد باستمرار من خلال استخدام " العناصر الثقافية" مثل الراوي و الحكواتي لخلق شكل مسرحي متقن.
وبخصوص مرسوم تأسيس المسرح الوطني الجزائري, تطرق المحاضر إلى الجوانب الحاسمة لمثل هذا القرار مذكرا بأن " تأميم أوبرا الجزائر العاصمة السابقة في 8 يناير 1963 وتأسيس المسرح الوطني الجزائري كان استمرارا لحركة المسرح الجزائري مما جعل هذه المؤسسة أول مؤسسة ثقافية تدرج رسميا في نصوص قانون الجزائر المستقلة".
وخلص السيد بوكروح قائلا أن "العديد من المؤلفين الجزائريين استوحوا أفكارهم من كتاب مسرحيين غربيين و كل جيل من الفنانين ترك بصمته على المسرحيات المقدمة والمواضيع التي يتم تناولها بأسلوب فريد حيث كان يقوم بتكييف محتواها مع الوضع الاجتماعي والثقافي الجزائري".