الجزائر - تعمل الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية "أنسريف'', على تسليم مشروع الخط المنجمي الغربي بشار-غارا جبيلات (تندوف) قبل الآجال التعاقدية, نظرا ل"الوتيرة السريعة" التي تجري بها أشغال الإنجاز على مستوى المقاطع الثلاثة للمشروع, حسبما أفاد به مسؤول بالوكالة.

وأوضح المدير المكلف بالإعلام بوكالة "أنسريف", عبد القادر مزار, في تصريح ل/وأج, في اطار مشاركة الوكالة في فعاليات الطبعة ال20 للصالون الدولي للأشغال العمومية (24 الى 27 نوفمبر), أنه "سيتم تسليم المشروع الممتد على مسافة 950 كلم قبل الآجال التعاقدية المحددة بشهر مارس 2026".

في هذا الإطار, أشار السيد مزار إلى أن شركات الإنجاز انتهت "تقريبا" من فتح كل المقاطع وعملية التسطيح, ما سمح بالانطلاق في وضع السكة على مستوى المقاطع الثلاثة.

واستعملت شركات الإنجاز تقنيات جديدة في عملية التسطيح, يضيف المسؤول الذي لفت إلى أنه "تم البدء في عملية إنتاج العوارض الخرسانية مسبقة الإجهاد لأول مرة في الجزائر, حيث يبلغ طول العارضة الواحدة 6ر2 متر وتتميز بقدرتها على استيعاب حمولة تصل إلى 5ر32 طن, وكذا تحمل القطارات التي يصل طولها إلى 5ر2 كلم".

وتصل القدرة الإنتاجية لهذه العوارض إلى 5400 عارضة/يوم موزعة على أربعة وحدات إنتاج, تابعة لشركات "إنفراراي Infrarail", "إنفرافير Infrafer" و"كوسيدار" والتي تنتج كل واحدة منها 800 عارضة/يوم, وكذا وحدة إنتاج تابعة لشركة "سي أر سي سي CRCC" الصينية, تنتج 3000 عارضة/يوم.

يشار إلى أن المقطع الأول من المشروع يمتد على مسافة 200 كلم من بشار إلى حدود ولاية بني عباس, ويتكفل بإنجازه تجمع لمؤسسات عمومية, أما المقطع الثاني فيمتد من أم العسل إلى تندوف على مسافة 175 كلم, وأوكلت مهمة إنجازه هو الآخر إلى تجمع اخر لشركات عمومية.

ويمتد المقطع الثالث على مسافة 575 كلم ويتكفل بإنجازه تجمع شركات تقوده الشركة الصينية "سي.أر.سي.سي", حيث ينقسم هذا المقطع إلى جزئين, من النقطة الكيلومترية 200 إلى أم العسل (تندوف) على مسافة 440 كلم, ومن تندوف إلى غارا جبيلات على مسافة 135 كلم.

من جهة أخرى, تطرق السيد مزار إلى مشروع خط الهضاب العليا الذي يمتد من تبسة شرقا إلى سيدي بلعباس غربا, حيث ذكر أنه تم إنجاز معظم مقاطع هذا الخط, كما "أطلقنا في الأيام القليلة الماضية آخر مقطع في هذا الخط والذي يربط تيسمسيلت بغرب ولاية تيارت".

من جهته, يعرف خط توقرت-الحقل البترولي حاسي مسعود, الذي يمتد على مسافة 154 كلم, "تقدما هاما" للأشغال, نظرا لسير الأشغال بوتيرة جيدة, يضيف السيد مزار الذي أكد أن هذا المشروع سيتم تسليمه "قريبا".

ويتوفر هذا المشروع على محطات عصرية على مستوى كل من تقرت و المدينة الجديدة لحاسي مسعود وكذا القطب البترولي لحاسي مسعود بولاية ورقلة.

 

شركة CRCC: انتهاء أشغال مقطع تندوف-غارا جبيلات في 2025

 

من جهتها, أكدت المديرة العامة المساعدة على مستوى مديرية تطوير المشاريع الجهوية لشمال إفريقيا بالشركة الصينية لإنجاز السكة الحديدية "سي أر سي سي" CRCC, أنا تشين, أن الجزء الذي تتكفل الشركة بإنجازه والذي يمتد من تندوف إلى منجم غارا جبيلات على مسافة 135 كلم, "سيتم الانتهاء من أشغال إنجازه سنة 2025".

وأشارت السيدة تشين, في تصريح ل/وأج, على هامش الصالون, إلى أن الأشغال بهذا الجزء, الذي يدخل ضمن المقطع الذي يمتد على مسافة 575 كلم, تعرف وتيرة أشغال سريعة, لافتة إلى أن "الشركة تعمل على أكثر من جانب في الوقت نفسه للالتزام بالآجال التعاقدية, نظرا لأن هذا الخط استراتيجي بالنسبة للجزائر".

في هذا الإطار, ذكرت المسؤولة أن الشركة تتوقع الانتهاء من أشغال التسطيح مطلع السنة القادمة, كما تعمل أيضا على الانتهاء من أشغال إنجاز المنشآت الفنية في مارس 2025.

ولضمان سرعة الأشغال, أنجزت الشركة الصينية وحدة لصناعة العوارض الإسمنتية بطاقة 3000 عارضة/يوم, بالإضافة إلى إنجاز وحدات تنتج 40 ألف طن/يوم من الحصى, ليتم رفع الإنتاج إلى 100 ألف طن/يوم في ديسمبر القادم, بعد دخول خط إنتاج آخر حيز الخدمة.

علاوة على ذلك, سخرت الشركة أزيد من 1600 وحدة من العتاد الثقيل للقيام بعمليات التسطيح وتلحيم ووضع السكة الحديدية, بالاعتماد على تقنيات متقدمة, تضيف السيدة تشين التي أشارت أيضا إلى تشغيل أزيد من 3500 ما بين موظف وعامل جزائري.

أما بالنسبة للجزء الثاني من مقطع 575 كلم, الذي يمتد على مسافة 440 كلم, أكدت المتحدثة أن أشغال التسطيح وإنجاز المنشآت الفنية بهذا الجزء, الذي تشارك في إنجازه إلى جانب كوسيدار, تسير بوتيرة جيدة.

للإشارة, يأتي مشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات, الذي أشرف رئيس الجمهورية على وضع حجر أساسه في نوفمبر 2023, كواحد من أضخم المشاريع التي تجسدها الجزائر في هذا المجال, حيث سيفتح آفاقا تنموية واحدة بالاعتماد على تثمين الثروات المنجمية.