ويتربع المشروع بالولاية على مساحة فاقت 173352هكتار تتوزع على ست بلديات أي ما يمثل 6 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية وما نسبته 5ر2 بالمائة من المساحة الوطنية للسد الأخضر, حسبما أبرزه محافظ الغابات للنعامة حيطاش رشيد.
ويتواصل تجسيد مخطط العمل لإعادة تأهيل وتوسيع و تطوير السد الأخضر بالنعامة, الذي يرمي أيضا الى خلق الثروة وتحسين الإطار المعيشي للسكان, عبر عدة ورشات جارية تندرج ضمن الشطر الأول للمشروع لسنة 2023 بمبلغ 43 مليون دج وشطر ثاني بـ 67 مليون دج فيما سيشرع سنة 2025 في تجسيد مرحلة الثالثة تتضمن تسع عمليات وفق ما أوضح نفس المسؤول .
وأوكل إنجاز هذا المشروع الذي يمتد خلال الفترة 2023 ـ 2030 إلى مؤسسة مجمع الهندسة الريفية GGR كما تم إجراء دراسته من قبل المكتب الوطني لدراسات التـمية الريفية "بنيدر" عبر إعادة تأهيله وتوسيع مساحته الإجمالية وطنيا لتبلغ 438.350 هكتارا في آفاق 2035 وفق ما أوضح المتحدث.
ويشمل المشروع بولاية النعامة عدة تجمعات متناثرة ونقاط لتمركز الفلاحين ومربي الماشية على غرار الجل وتانوت وبلحنجير والبريج ولغويبة وعين ورقة ولعرجة ولنقار وغيرها حيث تسجل أشغال الورشات "تقدما ملحوظا" بإعتماد طرق علمية ومستدامة وإدماج لعدة قطاعات معنية وللفلاحين والمربين في تنفيذ عدد من المشاريع التي تستجيب لخصوصيات كل منطقة كما أفادت به محافظة الغابات.
ومن بين الأصناف المعنية بأشغال غرس وصيانة المساحات الغابية والرعوية ضمن هذا المشروع تلك المتكيفة مع طبيعة الأراضي والظروف المناخية للمنطقة من بينها الفستق الحلبي و اللوز و الأرقان و الزيتون و التي تتميز بقيمتها الإقتصادية ومقاومتها للجفاف مع التركيز على صنف التريبلاكس أوالقطف المستخدم كعلف للمواشي.
وحسب آخر حصيلة لمحافظة الغابات فقد تم في إطارتجسيد مشروع بعث السد الأخضر بالولاية الإنتهاء من الغراسة الغابية على مساحة 20 هكتارا وغرس 12 هكتارا كحزام أخضر وإنجاز 20 هكتارا من الغراسة الرعوية فضلا عن إنشاء 100 هكتار من المحميات الرعوية المدعمة بالغراسة وتوزيع 42 وحدة لتجهيزات الطاقة الشمسية.
وتشير البطاقة التقنية لبرنامج المشروع إلى أن الشطر الثاني لسنة 2024 إنطلقت ورشاته بداية موسم التشجير الحالي (شهر أكتوبر المنصرم) ويتضمن 500 هكتار من المحميات المدعمة بالغراسة و30 هكتارا من الأحزمة الخضراء المختلطة وتوزيع 57 وحدة لتجهيزات الطاقة الشمسية وإنجاز وتجهيز بئر وحوض للسقي.
ويتضمن الشطر الثالث المخصص لسنة 2025 صيانة الغرس بمساحة 50 هكتارا وتثبيت 100 هكتار من الكثبان الرملية و إنشاء 1000 هكتار من المحميات المدعمة بالغراسة و180 هكتار من الأحزمة الخض راء و 65 كلم طولي من مصدات الرياح و 125 هكتار من الأشجار المثمرة وإنجاز8 آبار بمعداتها و موصولة بأحواض للسقي و كذا 20 هكتارا من الغراسة الغابية وغرس 15 هكتارا لحماية المنشآت القاعدية.
ويساهم المشروع في دعم نشاط تربية المواشي و خلق مناصب شغل من خلال توظيف عمال يسهرون على أشغال الغراسة وحراسة المحميات حيث سيتم مع نهاية سنة 2025 إستلام نحو 1550 هكتار من الشجيرات العلفية و1000 هكتار للمحميات الرعوية حسب رئيسة الفريق التقني للمحافظة السامية لتطوير السهوب بالنعامة بوحفص سهيلة.
وتحرص الهيئات المعنية بتجسيد هذا المشروع بولاية النعامة على إشراك المؤسسات الصغيرة و الناشئة في إنجاز العمليات المتعلقة بتأهيل وتوسيع السد الاخضر بهدف تسريع وتيرة الأشغال وذلك وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 7 أبريل 2024 .
وفي هذا الصدد أنهت مديرية المصالح الفلاحية مؤخرا عملية إحصاء قوائم الفلاحين المتاخمة أراضيهم للمساحة التي يشملها مشروع توسيع السد الأخضر والذين تجاوز عددهم 200 فلاح سيستفيدون من إنجاز مشاريع إستثمارية. وتخص هذه المشاريع إنشاء مستثمرات لتكثيف الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف كالزيتون والفستق الحلبي عبر مساحة إجمالية تقدرب 474 هكتار داخل فضاء السد الأخضر بست بلديات وفقا لمدير المصالح الفلاحية شروين بوجمعة.
ويجري ضمن عمليات توسيع السد الأخضر بالولاية تثمين شجرة "الأرقان" بغرسها في مناطق مختلفة بجنوب الولاية مما سمح بغرس ما لا يقل عن 300 شجيرة من هذا الصنف نظرا لفوائدها في إنتاج زيوت التجميل ومكافحة التصحر, كما ذكر رئيس مكتب حماية التنوع النباتي و الحيواني بمحافظة الغابات غربي ميلود الذي أشار أيضا إلى توفير أكثر من 160منصب عمل حتى الآن بورشات مشروع بعث السد الأخضر بالولاية.
وتقدم نتائج البحوث الميدانية للطاقات الجامعية ذات الكفاءة في مجال مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية التي يجريها فريق من الباحثين التابع لمخبر التنمية المستدامة ومكافحة التصحر بالمناطق الجافة و شبه الجافة لمعهد علوم الطبيعة الحياة بالمركز الجامعي للنعامة حلولا "ناجعة " لإدراجها ضمن البرامج المستقبلية لهذا المشروع كما أبرزه مدير ذات المعهد الأستاذ عمروش عبد الإله.
وتساهم الجمعيات بصورة فاعلة في تجسيد المشروع بمشاركتها اللافتة في حملات التشجير والتنسيق مع جميع المتدخلين والسلطات المحلية لتعزيز الإستخدام المستدام للموارد الطبيعية و الغابية للسد الأخضر. ويرى رئيس جمعية الطاقة الإيجابية الخضراء بولاية النعامة محمدي محمد الحبيب أن المشروع سيعود بالفائدة بالدرجة الأولى على السكان من خلال توفير ظرو ف ملائمة للفلاحين والمربين والمستثمرين لممارسة نشاطاتهم ودعم النمو عبرالمناطق المجاورة للسد الأخضر وتنمية المراعي المتضررة من الجفاف.