جاء ذلك في كلمة مجموعة A3+ التي تضم الدول الإفريقية الثلاثة التي تحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي (الجزائر, سيراليون وموزمبيق), بالإضافة إلى جمهورية غيانا من منطقة البحر الكاريبي, تلتها ممثلة غيانا, كارولين رودريغيز بيركيت, خلال اجتماع شهري لمجلس الأمن لمناقشة المسارين السياسي والإنساني في سوريا.
وقالت ممثلة المجموعة أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يزيد من تعقيد الطريق المؤدي إلى السلام والاستقرار في سوريا, منبهة إلى أن "التطورات الأخيرة, بما في ذلك الانتهاكات المتجددة لسيادة سوريا, تقوض الاستقرار الهش في هذا البلد وتزيد من معاناة شعبه".
وحذرت مجموعة A3+ من أن هذه الاعمال "لا تنتهك القانون الدولي فحسب, بل أنها تهدد بإشعال دورة مدمرة من الارهاب", مؤكدة على الحاجة الملحة إلى أن تمارس جميع الجهات الفاعلة في المنطقة أقصى قدر من ضبط النفس وتعطي الأولوية إلى الحوار بدلا من المواجهة لأنه ينبغي تجنيب سوريا المزيد من التصعيد العسكري.
وشددت الديبلوماسية على أن "عودة ظهور الارهاب داخل سوريا هو بمثابة تذكير صارخ بالأهمية الحاسمة في التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة يضمن وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها", مجددة دعمها الثابت لعملية سياسية بملكية سورية وقيادة سورية على النحو المبين في القرار 2254.
وفي هذا الصدد, أبرزت رودريغيز بيركيت الحاجة إلى تنشيط اللجنة الدستورية ودعت في الوقت ذاته "جميع أصحاب المصلحة إلى العمل بشكل بناء مع المبعوث الأممي إلى سوريا, لكسر الجمود السياسي الحالي" , مبينة قناعة المجوعة بأن حوارا شاملا بين السوريين بدعم من المجتمع الدولي هو السبيل الوحيد لتسوية مستدامة للأزمة في البلاد.
كما تحدثت رودريغيز بيركيت عن الوضع الانساني في شرق سوريا الذي يتفاقم بسبب تدفق اللاجئين من لبنان, مشيرة إلى أن أكثر من 16 مليون شخص يتواجدون في وضع كله احتياج, في ظل محدودية الموارد التي تعيق الجهود في مواجهة هذه التحديات وبما يمثل عبء على الحكومة السورية وعلى المجتمع الانساني.
وفي هذا الاطار, اعربت ممثلة غيانا عن قلق مجموعة A3+ العميق إزاء عدم كفاية التمويل اللازم لكل من خطة الاستجابة الانسانية والنداء العاجل ودعت المانحين إلى الوفاء بالتزاماتهم في هذا الصدد.
إلى ذلك, رحبت مجموعة A3+ بقرار الحكومة السورية تمديد التفويض الممنوح للأمم المتحدة والوكالات الانسانية باستخدام معبر باب السلامة لمدة ثلاثة أشهر إضافية, مشيرة إلى دعوات المجموعة إلى مشاريع اسعاف مبكر لضمان إستجابة انسانية فعالة.
وعن الوضع الصحي بسوريا, خاصة في ضوء انتشار وباء الكوليرا في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد, قالت الديبلوماسية أن الأمر يبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ اجراءات لمواجهة ذلك, مناشدة جميع الدول الأعضاء إلى الانخراط بشكل إيجابي في جهود الأمم المتحدة في تنفيذ استراتيجية الانعاش المبكرة.