الرباط - أعربت هيئات سياسية و منظمات حقوقية في المغرب عن سخطها و استنكارها لموقف اعلامي "متصهين" هاجم في مقال له المحكمة الجنائية الدولية التي قررت اعتقال اثنين من قادة الحرب الصهاينة و "مجد" الابادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

وشكل المقال الذي وصف بال"متصهين" و "المخزي", صدمة كبيرة لدى السياسيين والحقوقيين والإعلاميين وغيرهم, خاصة أن الشارع المغربي لم يتوقف عن حراكه احتجاجا عن حرب الابادة الصهيونية في قطاع غزة و للمطالبة بإسقاط اتفاقيات الصهيو-مخزنية المخزية, معربين عن دهشتهم لحجم "الجرأة" و"الوقاحة" التي أظهرها الإعلامي صاحب المقال المنشور بصحيفة صهيونية.

وجاء أول رد فعل على هذه "السقطة" الاعلامية من حزب "العدالة والتنمية" المعارض الذي ندد بموقف صاحب المقال الاعلامي المدعو أحمد الشرعي الذي يدافع فيه عن الابادة الصهيونية و مرتكبيها في عزة, معتمدا على "السردية الصهيونية التي لم يسبق أن تجرأ مثله على استعمالها في المغرب".

واعتبر أن الموقف "المتماهي" لصاحب المقال "بلغ من التصهين والوقاحة والعمالة درجة غير مسبوقة, في تجاوز لكل الخطوط الحمراء", مجددا مقاطعة الحزب ل"كل تعامل بأي شكل من الأشكال مع المجموعة الإعلامية التي يملكها هذا الاعلامي".

وبينما لا يزال الصمت يخيم على موقف الرسمي للمخزن تجاه قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال اثنين من قادة الحرب الصهاينة المجرمين, واصلت أحزاب سياسية أخرى تنديدها بالموقف "المخزي" للاعلامي الذي طعن في الخطوة القانونية الدولية, حيث طالب حزب النهج الديمقراطي بتوسيع رقعة النضال في سياق الضغط بمختلف الوسائل لإسقاط التطبيع و"فضح دعاته وكل الأبواق المتصهينة في المغرب".

وأدان الحزب المعارض ما وصفه ب"خنوع وتواطؤ" النظام المغرب وأنظمة مطبعة أخرى مع الكيان الصهيوني, داعيا الى "فضح خيانتها واستمرارها في التطبيع رغم كل ما يحدث من مجازر في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني".

واعتبر أن المعركة ضد التطبيع "ستبقى مستمرة على كافة الجبهات وتتطلب المزيد من النضال الوحدوي في كل أرجاء العالم وبكافة الأشكال لعزل ودحر +الأبارتايد+ الصهيوني نهائيا بفلسطين وتمكين شعبها من نيل حقوقه السياسية والتاريخية, في عودة اللاجئين وتقرير المصير وبناء دولته الديمقراطية المستقلة على كامل فلسطين وعاصمتها القدس".

وتفاعلا مع الموضوع, أعرب "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" عن ادانته للمقال "المتصهين" للاعلامي الذي يدافع فيه عن القادة الصهاينة المجرمين و كيانهم الإرهابي, مستغربا من "الخرجة الجديدة المخيبة" لصاحب مقالة "كلنا (إسرائيليون) صهاينة", في موقف "يعكس ازدرائه لمشاعر الشعب المغربي وللضمير الانساني الذي يشاهد الحرب الصهيونية الهمجية ضد الإنسانية في فلسطين, في انحياز صارخ و فاضح للسردية الصهيو- إرهابية".

بدوره, كتب عضو جماعة "العدل والإحسان", حسن بناجح, في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي , يقول : "الاعلامي أحمد الشرعي يتبنى الإرهاب الصهيوني ويشيد به ويدعو له ولا يحاسب, وإسماعيل الغزاوي يتابع في حالة اعتقال لأنه يدعو لمناهضة الإرهاب الصهيوني".

من جهته, نشر الناشط الحقوقي جلال عويطا تدوينة قال فيها أن "دفاع الإعلامي المغربي عن مجرمي الحرب خيانة للقيم الإنسانية وخيانة للشعب المغربي التي يقف في نصرة حق الفلسطيني", معتبرا أن "تحرك هذا التوجه الإعلامي اليوم للدفاع عن العار هو عنوان فشل ذريع لسردية الاحتلال", داعيا المغاربة للتصدي ل"كل محاولة لتزييف الحقائق أو تبرير الظلم".