وتأتي هذه الندوة, بمناسبة مرور 64 سنة على مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرارها التاريخي 1514 في ديسمبر 1960 والقاضي بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة, والذي بموجبه تمت تصفية الاستعمار من غالبية الأقاليم التي كانت ترزح تحت نيره حينها.
وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على هذا القرار الأممي والتركيز على الحاجة إلى تعزيز الشرعية الدولية ودعمها من خلال احترام القانون الدولي باعتباره الضمان الوحيد للسلام والعدالة الدولية.
وقال ممثل جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, أبي بشراي البشير في تصريح ل/وأج, أن هذه الندوة ستتناول آخر تطورات قضية الصحراء الغربية, آخر مستعمرة في افريقيا, و ستركز على المسؤولية الدائمة للأمم المتحدة إزاء تصفية الاستعمار بالأقاليم ال17 المسجلة "كأقاليم غير مستقلة ذاتيا", و ان تلك المسؤولية ثابتة ولا تسقط بالتقادم.
و ابرز أبي بشراي أهمية السياق الذي تلتئم فيه مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية, التي ترأسها ناميبيا حاليا, "في ظل الظروف الدولية الحالية, ومحاولة بعض القوى مصادرة حقوق الشعوب في تقرير المصير, ومنها الشعب الصحراوي, والالتفاف على الأمم المتحدة ودورها المركزي".
وقال بهذا الخصوص: "تنظيم هذه الندوة يهدف إلى التحذير من خطورة المواقف المتخذة من طرف واحد والتأكيد على أن الدبلوماسية متعددة الأطراف والأمم المتحدة والحرص على الاحتكام للقانون الدولي هي الضمانة الوحيدة للأمن والسلام الدوليين".
كما ابرز الدبلوماسي الصحراوي أن هذه الندوة ومن خلال استضافتها لأبرز الدبلوماسيين والباحثين والمختصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي, ستسلط الضوء على القضية الصحراوية من مختلف الزوايا.
وستمكن هذه الندوة -كما قال- "المشاركين من تعميق الفهم للنزاع في الصحراء الغربية ضمن سياق الاحتلال وتصفية الاستعمار, والمسؤولية الثابتة للمجتمع الدولي من اجل تنظيم استفتاء تقرير المصير والذي بموجبه توجد بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) منذ سنة 1991.
وفي الختام, أكد أبي بشراي البشير أن هذه الندوة المرتقبة "تدق ناقوس الخطر إزاء استمرار التأخر الحاصل في مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية, وتأثير ذلك على مستقبل الأقاليم ال16 الأخرى, وعلى مصداقية الأمم المتحدة وما قد يترتب عن ذلك من تبعات على أمن و استقرار منطقة شمال إفريقيا".
ومن ابرز المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية, المبعوث الأممي السابق الى الصحراء الغربية فرانشيسكو باستالي, أستاذ القانون الدولي بمعهد جنيف للدراسات الدولية والتنموية, مارسيلو كوهين, رئيس التنسيقية الأوروبية لمساندة ودعم الشعب الصحراوي, بيار غالون وكذا أستاذ القانون الدولي في جامعة سان سيباستيان بإسبانيا, خوان سورويتا ليسيراس.
أما الجلسة الثانية, فتتناول الموارد الطبيعية في سياق إنهاء الاستعمار, وينشطها المحامي الفرنسي مانويل ديفير, أستاذ القانون الدستوري بجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا بإسبانيا, كارلوس رويز ميغيل, رئيس المرصد الدولي لحماية الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية اريك هاغن, وكذا عضو تجمع المدافعين عن حقوق الانسان في الصحراء الغربية محجوب مليحة.
أما الجلسة الثالثة, فتتناول حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في سياق إنهاء الاستعمار, وينشط المداخلات كل من ماركو ساسولي, أستاذ القانون الدولي في جنيف و رئيس الهلال الأحمر الصحراوي, بوحبيني يحيى.
وفي ختام الندوة, تقدم عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي "ايساكوم" والمعتقلة السياسية السابقة, سلطانة خيا, و السجين السياسي الصحراوي السابق, الدايش الداف, شهادات على ما تعرضا له من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد قوات الاحتلال المغربي.