الجزائر  - أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية, سامي أبو زهري, اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة, أن العدوان  الصهيوني على غزة اظهر تورط الكثير من الدول الغربية في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ارضه.

 وخلال ندوة  نظمتها "حركة مجتمع السلم" (حمس), بمناسبة ذكرى 11 ديسمبر 1960 و الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, قال أبو زهري : "عندما نقول أن حقوق الانسان انتهكت في قطاع غزة, فإنه تعبير ضعيف (...) كل شيء مستباح في قطاع غزة ليس بتجاوز صهيوني و إنما بشرعية غربية. إننا أمام حقوق إنسان تدمر بإرادة دولية".

 وتابع أنه عندما ردت المقاومة للاحتلال في 7 اكتوبر 2023 "كشف العالم الغربي عن وجهه القبيح وداس على كل حقوق الانسان من خلال حرب عالمية بما تحمل هذه الكلمة من معنى ضد بقعة لا تزيد عن 360 كلم مربع", مشيرا إلى أن "الغرب بمعظمه وفر الشرعية لهذا العدوان و شارك فيه".

 وأكد القيادي في "حماس" أن "الكثير من دول العالم الغربي متورطة في العدوان الصهيوني و في الدوس على حقوق الانسان في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 , بذريعة أن ما يقوم به الكيان الصهيوني من حرب إبادة هو دفاع عن النفس".  من جهة أخرى, وصف أبو زهري اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق مسؤولين صهيونيين ب"الحدث الأبرز", باعتبار أنه

للمرة الأولى يتم إدانة  الاحتلال, مشيرا إلى أنه بعدما وصفت الولايات المتحدة حركة حماس بأنها  "إرهابية", اليوم محكمة الجنايات الدولية تقرر بأن قادة الاحتلال هم مجرمي حرب  و يجب اعتقالهم, و هذا مستجد مهم و هو نصر تحققه معركة "طوفان الاقصى".

من جانبه, اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم, السيد عبد العالي حساني شريف, أن  التغيرات المتسارعة الواقعة في العالم وراءها قوى دولية كبيرة تحاول أن تصنع  مستقبل العالم في ظل محاولات الكيان الصهيوني لفرض مشروعه على العالم.

 وقال أن "ما يعيشه الشعب الفلسطيني على أرض غزة من انتهاكات متكررة لأبسط  الحقوق الإنسانية والاعتداءات المتواصلة على كل المواثيق والأعراف الدولية مقابل الصمت والتواطؤ الذي تمارسه المؤسسات الدولية والغياب التام لأدوات  الردع لوقف العدوان يجعل من الخطاب العالمي الرسمي بشأن حقوق الإنسان مجرد  شعارات سياسية مبتذلة وتفضح السلوكات والادعاءات الغربية والرسمية من خلال السكوت والتغاضي والتواطؤ مع الجرائم الوحشية والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني".

 من جهته, تطرق الباحث و المؤرخ و الكاتب محمد أرزقي فراد إلى أبعاد ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وعمقها و أثرها على الثورة التحريرية وعلى مستقبلها و نقلها من مستوى المقاومة ضد المستعمر الفرنسي إلى أروقة الأمم المتحدة و إلى التفاوض السياسي وإلى تأكيد النضال من أجل تقرير مصير الشعب الجزائري.

وأشار إلى أن الجزائر استطاعت استرجاع الحرية و الاستقلال بفضل المقاومة و أن "الثورة التي يحتضنها الشعب مآلها النصر", مشيرا إلى أن معركة "طوفان الأقصى" انت تراكما نضاليا مثلما حدث في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي. بدوره, تطرق المحامي و الناشط الحقوقي الرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان, بوجمعة غشير, إلى مذكرة الاعتقال الصادرة بحق مسؤوليين صهيونيين, معتبرا أنه انتصار للمقاومة و لعدالة القضية الفلسطينية وأن "ما جاء في 7 أكتوبر لم يأت من فراغ بل هو نضال تراكمي".