وكشف رئيس المرصد الحقوقي, أحمد ويحمان -في مقال- أن الاختراق الصهيوني "لم يعد يقتصر على التطبيع الدبلوماسي أو الاقتصادي, بل توسع ليشمل مجالات حساسة تمس الأمن القومي والغذائي والصحي", مستدلا بما كشفه النائب, عبد الله بوانو, عن حزب العدالة والتنمية حول عمل الدولة المخزنية على "رهن" صحة المغاربة لجهات أجنبية, "ما يجعل أمنهم الصحي مهددا بقرارات وإملاءات صهيونية".
واعتبر البرلماني بوانو أن صحة المغاربة أصبحت "تحت رحمة جهات أجنبية", مقدما "معطيات خطيرة" بخصوص ما تحضره وزارة الصحة لتمرير مشاريع "تضرب المصلحة العليا للوطن والمواطنين, لصالح شركات أجنبية, بما فيها معطيات ومعلومات عن الملفات الطبية للمواطنات والمواطنين تحت ستار الرقمنة", وهي أمور, كما قال "في غاية الحساسية ومشمولة بالحفظ والسرية بموجب مواثيق حقوق الإنسان الدولية والقوانين الوطنية, ما يثير علامات استفهام حول استقلالية وتأمين منظومتنا الصحية".
وحذر ويحمان من أن "ربط منظومة الصحة المغربية بجهات أجنبية, بما فيها كيان الاحتلال, يعرض البلاد لضغوط اقتصادية وسياسية أكيدة, لكن الأخطر من ذلك أنه يعرض صحة وحياة المغاربة لخطر محقق ويرهن بذلك وجودهم كله بيد الصهاينة المجرمين".
كما نبه إلى أن "تحويل الجامعات المغربية إلى منصات للتطبيع, يهدد سيادة المؤسسات التعليمية ومؤسسات البحث العلمي ويفقدها دورها في خدمة القضايا الوطنية, ويجعلها في خدمة المشروع الصهيوني التخريبي في البلاد وكل المنطقة".
وتابع أن هذا الموقف "جاء ليدعم ما كشف عنه أيضا طلبة جامعة محمد السادس عن شراكاتها مع جامعات ومراكز بحث صهيونية مرتبطة بالجيش الصهيوني, حيث يشمل هذا التعاون مجالات الأبحاث العسكرية والتصنيع الحربي وتبادل الخبرات, وهو ما يعد تهديدا مباشرا للأمن القومي للمغرب".
وشدد على أن "إشراك طلبة وأساتذة صهاينة شاركوا ولا زالوا يشاركون في الحروب وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني, في العملية التعليمية بالمغرب, يعد تطبيعا مع القتلة وتبريرا لجرائمهم الوحشية بتزكيتها, ويثير هذا الواقع أسئلة حول الدور الذي يراد للجامعات المغربية أن تلعبه في خدمة أجندات كيان الاحتلال".
وفيما يخص الاختراق الصهيوني في المجال الزراعي و تداعياته الخطيرة على الأمن الغذائي, فاستشهد ويحمان بما جاء في تصريحات الخبير والأستاذ بمعهد "الحسن الثاني" للزراعة والبيطرة, محمد الناجي, والتي تضمنت تحذيرات "غير مسبوقة" من خطورة الشراكات مع الكيان الصهيوني في القطاع الزراعي.
وأكد ويحمان أن المرصد "سبق و أن حذر قبل سنوات في كتاب, من مخاطر الاختراق الصهيوني وتداعياته التي نراها الآن, واليوم لا نشهد خراب التطبيع على الباب, و إنما هو داخل إلى كل الغرف بالبيت المغربي وتسلل حتى إلى غرفة النوم, ولم يعد الخطر مجرد تهديد محتمل الوقوع, و إنما هو أمر واقع وما ينفك يتفاعل في نخر المغرب".
ودعا رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع إلى ضرورة الإسراع في التصدي لهذا التغلغل وهذا "المرض" ب"تحرك قوي للجميع, كل من موقعه, لوضع حد للشراكات التي ما انفكت تضرب السيادة الوطنية وتعرض أمن البلاد للخطر على كل الأصعدة, وإيقاف سياسات الاختراق التي تواصل زحفها على حساب صحة وحياة وعقول المواطنين ومستقبل الأجيال".