في البدء، نقف مع الصيام وقفة تفهّم وتبيّن، من أجل استكناه معانيه وحِكمه؛ لأن معرفة الأحكام دون الحكم تجعل الصائم حريصا على تصحيح صيامه من حيث صورته، وهذا مطلوب، لكنه لا يكفي لتحقيق التقوى التي هي المقصد من هذه العبادة، كما صرحت بذلك الآية الكريمة: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} البقرة:183. فالناظر المتأمل يجد في الآية الكريمة خطابا إيمانيا: {يا أيها الذين آمنوا}، وخطابا فقهيا: {كتب عليكم الصيام}، وخطابا تزكويا: {لعلكم تتقون}.لقد شرع الله الصيام لمن كانوا قبل البعثة المحمدية، كما جاء ذلك مصرّحا به في آية سورة البقرة، وفي ذلك اهتمام بهذه العبا